توقعت شركة “فورد موتور” انخفاض أرباحها بما يصل إلى ملياري دولار بعد حريق مدمر في أحد مورديها الرئيسيين للألمنيوم المستخدم في شاحنتها الأكثر مبيعاً “F-150″، ما ألقى بظلاله على نتائج مالية فاقت التوقعات.
وأعلنت الشركة، الخميس، مع نتائج الربع الثالث، أنها تتوقع تحقيق أرباح معدلة قبل الفوائد والضرائب تتراوح بين 6 و6.5 مليارات دولار للعام الكامل، انخفاضاً من توقعاتها السابقة البالغة نحو 7.5 مليارات دولار. وتمثل الحدود الدنيا لهذا النطاق الجديد تراجعاً بنسبة 41% مقارنة بأرباح العام الماضي التي بلغت 10.2 مليارات دولار وفق المقياس نفسه.
خفض إنتاج 100 ألف مركبة هذا العام
قال كومار غالهوترا، مدير العمليات في الشركة، للصحافيين إن مصنع “نوفليس” (Novelis) سيعود إلى طاقته الإنتاجية الكاملة بحلول نهاية نوفمبر أو مطلع ديسمبر. وأوضح أن الحادث سيقلّص إنتاج “فورد” هذا العام بنحو 100 ألف مركبة، إلا أن الشركة تتوقع تعويض معظم الخسارة في عام 2026 من خلال زيادة إنتاج شاحنات من عائلة “F”.
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي جيم فارلي في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” أن “ما خسرناه هذا العام، سنستعيد معظمه في العام المقبل”.
طمأنت هذه التصريحات المستثمرين، فارتفعت أسهم الشركة بنسبة 4.1% عند الساعة 5:18 مساءً في نيويورك، لتعوض خسائرها السابقة بعد إعلان النتائج. وسجل السهم مكاسب بنحو 25% منذ بداية العام حتى إغلاق الخميس، متفوقاً على أداء مؤشر “إس آند بي 500”.
أول تقدير رسمي لأضرار الحريق
يمثل الإعلان أول تقدير مفصل للأضرار التي سبّبها حريق 16 سبتمبر في مصنع الألمنيوم التابع لـ”نوفليس” في مدينة أوسويغو بولاية نيويورك، والذي عطّل الإمدادات الحيوية لبعض أهم مركبات “فورد”. ويعد المصنع المورد الرئيسي للألمنيوم المستخدم في الشاحنات من عائلة “F” المربحة للغاية، والسيارات رباعية الدفع الكبيرة مثل “إكسبيديشن” و”لينكولن نافيغيتور”.
وقالت “فورد” إن تعطل الإمدادات سيخفض أرباحها المعدلة هذا العام بما بين 1.5 و2 مليار دولار، لكنها تتوقع تعويض ما لا يقل عن مليار دولار من هذا الأثر في عام 2026، جزئياً من خلال زيادة إنتاج “F-150″ و”سوبر ديوتي” بنحو 50 ألف مركبة. كما تخطط لتوظيف ألف عامل إضافي في مصانعها بولايات ميشيغان وكنتاكي لدعم الزيادة الإنتاجية.
وأضاف فارلي: “سنستعيد مليار دولار على الأقل من تلك الخسائر العام المقبل”.
أرباح قوية تفوق التوقعات
كشفت “فورد” عن تداعيات حريق “نوفيلس” بالتزامن مع إعلان نتائج ربع ثالث قوية فاقت توقعات “وول ستريت”. إذ بلغت الأرباح المعدلة 45 سنتاً للسهم، متجاوزة متوسط توقعات المحللين البالغ 36 سنتاً، فيما وصلت المبيعات إلى 50.5 مليار دولار مقابل 43.7 ملياراً توقعها المحللون، مسجلة رقماً قياسياً جديداً.
ودعمت مبيعات سيارات الدفع الرباعي مرتفعة الهامش مثل “برونكو” و”إكسبيديشن”، إلى جانب الأداء القوي لشاحنات عائلة “F” النتائج الإيجابية للربع الثالث. وارتفعت الإيرادات بنسبة 9%، بينما بلغت الأرباح قبل الفوائد والضرائب 2.6 مليار دولار، مطابقة لنتائج العام الماضي رغم الضغوط الناتجة عن الرسوم الجمركية.
وقالت المديرة المالية شيري هاوس إن “فورد” كانت في طريقها لتحقيق أكثر من 8 مليارات دولار من الأرباح قبل الفوائد والضرائب هذا العام قبل وقوع الحريق، مضيفة: “كنا سنرفع التوقعات لولا الحريق”.
تأثير أقل من الرسوم الجمركية الجديدة
تتوقع فورد الآن أن تؤدي الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى خسائر مالية بقيمة مليار دولار فقط، انخفاضاً من تقديراتها السابقة البالغة ملياري دولار.
وأوضحت هاوس أن هذا الانخفاض يعود إلى إعلان ترمب في 17 أكتوبر فرض رسوم بنسبة 25% على الشاحنات الثقيلة المستوردة، وتمديد الإعفاءات الجمركية حتى عام 2030 للشركات التي تنتج وتبيع سياراتها بالكامل داخل الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن جميع شاحنات “F” تصنع في مصانع “فورد” الأميركية.
وقالت هاوس: “سنستفيد من هذه الإجراءات”، مضيفة أن تكاليف الرسوم الجمركية للعام المقبل ستكون مماثلة تقريباً لتكاليف هذا العام.
ضعف في أداء وحدة السيارات الكهربائية
حققت وحدة “فورد برو” المتخصصة في المركبات التجارية والخدمات اللوجستية، نحو ملياري دولار من الأرباح قبل الفوائد والضرائب، ارتفاعاً من 1.8 مليار في الربع الثالث من العام الماضي.
أما وحدة “فورد بلو” التقليدية التي تشمل السيارات بمحركات الاحتراق والهجينة، فسجلت أرباحاً قدرها 1.5 مليار دولار قبل الفوائد والضرائب، انخفاضاً من 1.6 مليار قبل عام، مع ارتفاع تسليمات المركبات في السوق الأميركية بنسبة 8.2%.
في المقابل، تكبدت وحدة السيارات الكهربائية “موديل إي” خسائر بلغت 1.4 مليار دولار في الربع الثالث، مقارنة بخسائر 1.2 مليار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وكانت “فورد” قد كشفت في أغسطس عن خطط لإطلاق سلسلة سيارات كهربائية اقتصادية عام 2027، فيما صرح فارلي الشهر الماضي بأن سوق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة “أصغر بكثير مما كنا نتوقع”.






