قالت شركة “فورد موتور” إن أرباحها ستتراجع بما يصل إلى 36% هذا العام، إذ تؤدي الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب إلى تقليص أرباحها بنحو 2 مليار دولار، وهو رقم يفوق ما كانت الشركة تتوقعه سابقاً.
وأوضحت “فورد” يوم الأربعاء، أن أرباحها المعدلة قبل احتساب الفوائد والضرائب ستتراوح بين 6.5 و7.5 مليار دولار، ما يعني استعادة الشركة لتوجيهاتها التي علّقتها في مايو الماضي بسبب حالة عدم اليقين المحيطة بسياسات ترمب التجارية.
وتعدّ هذه التوقعات أدنى من تقديراتها الأولية التي تراوحت بين 7 و8.5 مليار دولار، كما تمثل انخفاضاً حاداً من أرباح العام الماضي البالغة 10.2 مليار دولار.
وتسلّط هذه التحديثات الضوء على حجم الضغوط التي تواجهها حتى الشركات المصنعة الكبرى مثل “فورد”، التي تُعدّ أكبر منتج للسيارات في الولايات المتحدة، في ظل الحواجز التجارية الجديدة التي فرضها البيت الأبيض.
وأدّت رسوم ترمب على السيارات المستوردة وقطع الغيار والصلب والألمنيوم، إلى جانب سلع من شركاء تجاريين رئيسيين، إلى ارتفاع التكاليف على “فورد” ومنافسيها.
وتُقدّر “فورد” أن الرسوم الجمركية ستؤثر على أرباحها المعدلة السنوية بمقدار ملياري دولار، أي أكثر بنحو 500 مليون دولار من توجيهاتها السابقة. وقد أخذت هذه التقديرات في الحسبان وفورات تُقدّر بنحو مليار دولار من تدابير تتخذها الشركة للتخفيف من وقع هذه الرسوم.
وقالت المديرة المالية شيري هاوس، إن التكاليف الأكبر ترجع جزئياً إلى قرار ترمب مضاعفة رسوم الصلب والألمنيوم من 25% إلى 50%. وأشارت إلى أن هذه الرسوم تؤثر على “فورد” لأنها ترفع كلفة المواد الخام التي يزودها بها الموردون، والذين بدورهم ينقلون هذه التكاليف إلى الشركة.
ومن العوامل الأخرى التي زادت التكاليف، الرسوم الجمركية المفروضة للحد من تدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، والتي بقيت عند مستويات مرتفعة لفترة أطول مما توقّعته “فورد”، بحسب هاوس.
وأضافت هاوس: “الإدارة الأميركية على علم بهذه الرسوم المتعددة وتعمل معنا لإيجاد الحل المناسب”.
وتُعدّ هذه الحصيلة الأحدث في سلسلة تداعيات السياسات التجارية الأميركية المتقلبة على قطاع السيارات.
وكانت “جنرال موتورز” قد أعلنت الأسبوع الماضي أن الرسوم الجمركية قلّصت أرباحها في الربع الثاني بمقدار 1.1 مليار دولار، ضمن تأثير متوقع يتراوح بين 4 و5 مليارات دولار على مدار العام.
أما شركة “ستيلانتس” المصنّعة لسيارات “جيب”، فقالت الثلاثاء إن الضرائب على الواردات ستقلّص أرباحها بنحو 1.7 مليار دولار هذا العام.
ويُهدد تحذير “فورد” بأن يُلقي بظلاله على نتائج الربع الثاني التي جاءت أفضل من توقعات “وول ستريت”، حيث بلغت الأرباح المعدلة 37 سنتاً للسهم في الفترة، مقارنة بمتوسط التوقعات البالغ 33 سنتاً. كما تجاوزت الأرباح التشغيلية المعدّلة البالغة 2.1 مليار دولار التقديرات.