يُعد المغنيسيوم معدنًا حيويًا شارك في أكثر من 300 تفاعل إنزيمي داخل الجسم، من بينها توليد الطاقة، تنظيم نبض القلب، انقباض العضلات، وضبط ضغط الدم. وعلى الرغم من وجوده في العديد من الأغذية مثل المكسرات، والحبوب الكاملة، والخضروات الورقية، إلا أن الدراسات تشير إلى أن عددًا كبيرًا من الأفراد لا يحصلون على الكمية اليومية المُوصى بها، الأمر الذي يدفعهم إلى استخدام أقراص المغنيسيوم لتعويض النقص .
متى يصبح المغنيسيوم مخاطر؟ أسباب ارتفاع المغنيسيوم في الدم
عادةً ما يكون ارتفاع نسبة المغنيسيوم في الدم، والمعروف طبيًا بـHypermagnesemia، نادرًا لدى الأشخاص الذين يتمتعون بوظائف كلوية طبيعية، لكنه قد يحدث في الحالات التالية:
- استخدام جرعات مفرطة من المكملات الغذائية أو أدوية تحتوي على المغنيسيوم (مثل ملينات الأمعاء أو مضادات الحموضة) .
- ضعف وظائف الكلى، ما يؤدي إلى تخزين المغنيسيوم الزائد وعدم طرده عبر البول .
- حالات طبية معينة مثل الفشل الكلوي الحاد، انخفاض نشاط الغدة الكظرية أو أمراض استقلابية أخرى .
أعراض ارتفاع المغنيسيوم في الدم: من الخفيف إلى الخطير
تتفاوت أعراض Hypermagnesemia بحسب شدتها:
- الأعراض المبكرة (خفيفة): تشمل حرقة أو ألم البطن، غثيان، إسهال، شعور بالتعب والخمول، ودوار.
- الأعراض المتوسطة: تتضمن انخفاض ضغط الدم، ارتخاء العضلات، خلل في ضربات القلب، وصداع .
- الأعراض الشديدة: تنطوي على ضعف التنفس، ارتخاء عميق في العضلات، ارتجاف القلب، فقدان الوعي، وحتى توقف القلب.
ولتشخيص الحالة، يعتمد الأطباء على فحص دم لفحص مستوى المغنيسيوم، إذ تُعد النسبة أعلاه 2.6 ملغ/ديسيلتر علامة مبدئية واختبارًا معمقًا للكشف عن الحالات الشديدة (>7 ملغ/ديسيلتر) .
الوقاية والعلاج: كيف نستخدم المغنيسيوم بأمان؟
الفحص والمراقبة
- يُنصح بمراجعة مستوى المغنيسيوم عبر تحليل الدم خاصة للأشخاص الذين يستخدمون مكملات، يعانون من أمراض كلوية أو يتناولون أدوية تزيد من التركيز المعدني .
تقليل الجرعة
- الحد الأعلى الآمن للمكملات هو 350 ملغ يوميًا للبالغين، بينما يمكن الحصول على المغنيسيوم الغذائي من الطعام يحتوي على مستويات آمنة دون خطر .
علاج الحالات الشديدة
- يتم في حالات Hypermagnesemia الشديد إزالة المغنيسيوم الزائد عبر الكلى باستخدام المدرات، وإعطاء الكالسيوم عن طريق الوريد لتعويض التأثيرات على القلب والعضلات، وفي بعض الأحيان قد تحتاج الحالات الحرجة للغسيل الكلوي .
1. أقراص المغنيسيوم والرياضيون: فائدة مشروطة
يلجأ الكثير من الرياضيين إلى أقراص المغنيسيوم لتحسين الأداء البدني والوقاية من التشنجات العضلية. فالمغنيسيوم يلعب دورًا أساسيًا في دعم وظيفة العضلات ونقل الإشارات العصبية، ما يجعله عنصرًا مهمًا في جداول المكملات الرياضية. إلا أن الإفراط في تناوله دون إشراف طبي قد يؤدي إلى اختلال التوازن الكهربي في الجسم، وبالتالي حدوث ضعف عضلي أو تغير في نبض القلب.
2. أقراص المغنيسيوم والنساء: من الحمل إلى ما بعد انقطاع الطمث
تُستخدم مكملات المغنيسيوم بكثرة بين النساء، خصوصًا خلال فترات الحمل وبعد انقطاع الطمث، إذ يساعد في تقليل تقلصات الرحم، وتخفيف أعراض ما قبل الدورة الشهرية، كما يساهم في الحفاظ على صحة العظام. ومع ذلك، فإن الجرعة الزائدة قد تسبب الإسهال أو التسمم المغنيسيومي، خاصة عند استخدام المكملات مع فيتامينات متعددة تحتوي على هذا العنصر.
3. من هم الأكثر عرضة للإصابة بفرط المغنيسيوم؟
تشير الدراسات إلى أن كبار السن، والأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة، أو من يتناولون أدوية مثل مدرات البول أو مضادات الحموضة التي تحتوي على المغنيسيوم، هم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع المغنيسيوم في الدم. لذلك، يُنصح هؤلاء المرضى بمراجعة الطبيب بشكل دوري ومراقبة معدلات المغنيسيوم، خاصة عند ظهور أعراض غير معتادة مثل الضعف العام أو اضطرابات القلب.
الخاتمة
أقراص المغنيسيوم تُعد خيارًا فعالًا لتعويض نقص المغنيسيوم، بشرط الالتزام بالجرعات المناسبة والحرص على المتابعة الطبية خاصة للأشخاص المعرضين لمشاكل الكلى أو يتناولون أدوية معينة. أما حالة ارتفاع المغنيسيوم في الدم، فهي نادرة لكنها خطيرة، ويجب التشخيص المبكر والعلاج الفوري لتجنب مضاعفات تهدد الحياة. لذا، التأكد من سلامة الاستخدام وفهم آثار المكملات الغذائية يعزز من سلامتك العامة.