حين تُروى حكايات الوفاء في زمن المتغيرات، ويُستعرض شريط الأزمنة الزرقاء، لا يمكن للذاكرة الهلالية أن تتجاوز اسمًا كُتب على صفحات المجد بحبر الإخلاص والالتزام.. إنه فهد المفرج، الرجل الذي لبس الشعار مدافعًا، واحتضنه مسؤولًا، فكان ابن الهلال البار في كل حالاته.
بدأ رحلته في صمت، ومضى بخطى ثابتة لا تلهث خلف الأضواء، لكنه حين حضر، صنع أثرًا لا يُمحى، وترك بصمة لا تزول. هو ليس فقط لاعبًا سابقًا ولا إداريًا ناجحًا، بل حالة نادرة من الانتماء، ورمز من رموز الحقبة التي أزهرت فيها خزائن البطولات بالذهب الأزرق.
ومن المستطيل الأخضر إلى دهاليز الإدارة، ظل فهد المفرج حاضرًا كظل الهلال، يتنقّل بين الأدوار بثبات الرجال، ويُراكم المجد بهدوء العظماء.. وهذه هي حكايته.
المرحلة الأولى: لاعبًا بقلب محارب (1998 – 2009)
ارتدى فهد المفرج قميص الهلال كلاعب منذ العام 1998 وحتى 2009، قادمًا من الفئات السنية في النادي، وشكّل مع زملائه جدارًا دفاعيًا صلبًا خلال جيلٍ كانت فيه المنافسات على أشدّها، والذهب لا يُمنح إلا للأكثر عطاءً.
وفي مسيرته كلاعب، شارك في عدد كبير من البطولات، وسجّل لحظة لا تُنسى في نهائي كأس ولي العهد أمام الشباب عام 2009، عندما أطلق تسديدة ذهبية من خارج منطقة الجزاء، حسم بها اللقب للهلال، في واحدة من أكثر اللحظات بطولية في تاريخ المدافعين السعوديين.
وخلال تلك الفترة، ساهم في تحقيق عدد من البطولات، أبرزها:
الدوري السعودي
كأس ولي العهد
كأس الأمير فيصل بن فهد
بطولات خليجية وعربية
المرحلة الثانية: قائد من خلف الستار (2013 – 2025)
بعد اعتزاله، لم يبتعد المفرج كثيرًا عن الهلال، بل عاد إليه في يناير 2013 ضمن الطاقم الإداري، ليبدأ رحلة جديدة، كانت هذه المرة من خلف الكواليس، لكنه كان حاضرًا في كل تفاصيلها… مديرًا للكرة، ثم مشرفًا، ثم مديرًا رياضيًا للفريق الأول.
ومع هذه العودة، بدأت خزائن الهلال تُفتح بوتيرة متسارعة، إذ ارتبط اسم فهد المفرج إداريًا بتحقيق 20 بطولة رسمية، ما بين محلية وقارية، في رقم تاريخي قلّ أن يُضاهيه أحد في مسيرة الهلال الحديث.
بطولات فهد المفرج كإداري مع الهلال (2013 – 2025)
دوري أبطال آسيا (2):
2019
2021
الدوري السعودي للمحترفين (4):
2016–2017
2019–2020
2020–2021
2021–2022
كأس خادم الحرمين الشريفين (3):
2015
2017
2023
كأس السوبر السعودي (3):
2015
2018
2021
كأس ولي العهد (مرتين قبل إلغائها):
كأس العالم للأندية:
* وصيف العالم 2022
* رابع العالم مرتين (2019، 2023)
* بلوغ دور الثمانية في مونديال 2025م في أمريكا للاندية ..
الوداع بعد 25 عامًا من الولاء
في مايو 2025م أنهى فهد المفرج ارتباطه بنادي الهلال بحسب ما تردد من أنباء بعد مسيرة امتدت لأكثر من ربع قرن، لاعبًا وإداريًا. لم تكن مجرد استقالة، بل لحظة وداع لرجلٍ كان جزءًا من كيان، عاش له ومعه، وساهم في صنع أمجاده.
ترك الهلال وفي رصيده عشرات الذكريات، وأطنان من الذهب، وبصمة لن تمحى من ذاكرة جماهيره… رحل بهدوء كما جاء، لكنه سيبقى شاهدًا على زمن الهلال الأجمل

شاركها.