أعلنت الحكومة الفنزويلية رفضها القاطع لاعتراض سفينة نفط جديدة، واصفةً إياه بأنه “عمل قرصنة دولية خطير”. يأتي هذا الرفض بعد قيام الولايات المتحدة باحتجاز ناقلة نفط ثانية قبالة السواحل الفنزويلية، في إطار تصعيد التوترات المتعلقة بـ النفط الفنزويلي والعقوبات المفروضة على البلاد. وتعتبر هذه الخطوة تصعيداً كبيراً في الضغط الأمريكي على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.

وأضافت الخارجية الفنزويلية في بيان رسمي أنها “تدين بشدة سرقة واختطاف سفينة تجارية جديدة تحمل النفط، بالإضافة إلى الاختفاء القسري لطاقمها على يد قوات عسكرية أمريكية في المياه الدولية”. وتؤكد كراكاس أنها ستتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة، بما في ذلك تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.

تصعيد العقوبات والسيطرة على النفط الفنزويلي

يأتي هذا التصعيد في سياق قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بفرض حصار على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والتي تتجه إلى فنزويلا أو تغادرها. يهدف هذا الإجراء إلى تقويض مصدر الدخل الرئيسي لحكومة مادورو، في محاولة لإجبارها على إجراء تغييرات سياسية. تعتبر العقوبات الأمريكية مفتاحاً للضغط على النظام الفنزويلي.

من جانبه، أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن الحظر على ناقلات النفط العقوبات سيظل “نافذاً بقوة كاملة”. وأضاف أن البنتاغون وبالتعاون مع خفر السواحل الأمريكي سيواصلان تنفيذ عمليات بحرية صارمة لاعتقال ما وصفها بـ “الشبكات الإجرامية” المتورطة في تهريب النفط.

وفي تصريح مماثل، تعهدت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية بملاحقة عمليات تهريب النفط التي تخضع للعقوبات والممول لـ “إرهاب المخدرات” في المنطقة. وأكدت أن خفر السواحل الأمريكي، بدعم من البنتاغون، قد احتجز بالفعل ناقلة نفط أخرى رست في أحد الموانئ الفنزويلية.

وقالت مصادر أمريكية مسؤولة أن القوات الأمريكية أوقفت سفينة تجارية ثانية قبالة السواحل الفنزويلية في المياه الدولية، وأشارت إلى أن الناقلة استسلمت طوعًا للسلطات، مما سمح للقوات الأمريكية بالصعود على متنها.

الخلفية السياسية والأهداف الأمريكية

تأتي هذه الأحداث بعد فترة من التوتر المتزايد بين واشنطن وكراكاس. في أغسطس الماضي، أصدر الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا يهدف إلى زيادة استخدام الجيش الأمريكي لمكافحة عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية، وهو ما فسره البعض على أنه تهديد ضمني بالتدخل في فنزويلا. تعتبر الولايات المتحدة هذا التدخل ضروريًا لحماية المصالح الوطنية وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

وقد نشرت الولايات المتحدة أسطولاً بحريًا كبيرًا في منطقة بحر الكاريبي منذ الصيف الماضي، بذريعة مكافحة تهريب المخدرات. ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن هذا التواجد البحري يمثل جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى الضغط على الحكومة الفنزويلية.

تصاعدت حدة الخطاب في الآونة الأخيرة، حيث صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن بلاده مصممة على “تغيير الوضع” في فنزويلا، معتبراً أن الوضع الحالي غير مقبول بالنسبة لواشنطن. أدت هذه التصريحات إلى إثارة المخاوف بشأن احتمال تدخل عسكري أمريكي مباشر في فنزويلا.

تشمل القضية أيضًا جانبًا يتعلق بتهريب الوقود إلى فنزويلا، حيث تعاني البلاد من نقص حاد في الوقود على الرغم من امتلاكها احتياطيات نفطية ضخمة. يُعتقد أن بعض عمليات التهريب تتم بمساعدة مسؤولين فاسدين داخل فنزويلا.

تعتبر واشنطن هذا الوضع بمثابة تحدٍ للأمن القومي، وتسعى إلى تعطيل شبكات التهريب التي تمول “أنشطة غير قانونية” في المنطقة. كما أن العقوبات الاقتصادية تستهدف قطاع النفط الفنزويلي بشكل خاص، أملاً في تقليل قدرة الحكومة على تمويل نفسها.

من المتوقع أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة مزيدًا من التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا. من المرجح أن تتخذ الولايات المتحدة مزيدًا من الإجراءات لتشديد الحصار على النفط الفنزويلي، بينما من المتوقع أن ترد الحكومة الفنزويلية بإدانة هذه الإجراءات واتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية. يجب متابعة ردود فعل مجلس الأمن الدولي وتطورات الوضع البحري في الكاريبي.

شاركها.