يروي أهالي قرية واد رحال الفلسطينية جنوب الضفة الغربية المحتلة، أحداث هجوم وحشي شنه مستوطنون يهود، تحت حماية الجيش الإسرائيلي، على قريتهم ما أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة آخرين.
وتنقل وكالة الأناضول عن الأهالي أن مجموعة من المستوطنين هاجموا أطراف القرية واعتدوا على المنازل بتدمير أجزاء منها ومحاولة إحراقها، وأطلقوا الرصاص الحي تجاه الشبان الفلسطينيين.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، استشهاد خليل سالم خلاوي (40 عاما) برصاص المستوطنين، وإصابة آخرين.
وارتفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في الضفة الغربية إلى 652 إضافة إلى نحو 5400 جريح، منذ صعّد المستوطنون اعتداءاتهم ووسّع الجيش الإسرائيلي من عملياته العسكرية بالتزامن مع حربه المدمرة على غزة.
ويقول الفلسطينيون إن اعتداءات المستوطنين تتصاعد في الضفة الغربية وبشكل منظم تقودها عصابات ويحميها الجيش، وأسفرت عن استشهاد 19 فلسطينيا وإصابة آخرين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وتقع قرية واد رحال جنوب مدينة بيت لحم على تلة تكسوها أشجار الزيتون وكروم العنب، ويسكنها نحو ألف فلسطيني، وتحيط بها مستوطنة “إفرات” الإسرائيلية وشارع استيطاني سرق جل أراضيها.
ويروي منير فواغرة أحد سكان واد رحال ما وصف بالهجوم العنيف قائلا “كنت أمس أمام منزلي نعيش حياة طبيعية وإذ بمجموعة من المستوطنين هاجموا المنازل، تم تدمير مركبة وهجموا على بيتي ورشقوا تجاهنا الحجارة من كل مكان”.
وأضاف فواغرة “هذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها المستوطنون القرية، فمنذ 7 أكتوبر الهجمات تتصاعد”.
وأشار إلى أن الشاب خليل خلاوي كان رفقته قبل أن يحاول تخليص مركبته ولكن المستوطنين قطعوا عليه الطريق فتركها وحاول الدخول إلى منزل مجاور فأطلق أحد المستوطنين النار عليه من الخلف وقتله.
مستوطنون في حماية الجيش
وذكر أن “المستوطن القاتل معروف باسمه لدى السكان الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي”.
من جانبه، قال الفلسطيني مجدي عطايات، إن “هجوم المستوطنين على قريته تم بحماية وتحت إشراف الجيش الإسرائيلي”.
وأضاف “بصورة وحشية هجم مجموعة من المستوطنين على القرية، بينما كان الجيش الإسرائيلي في الموقع متفرجا ولم يحرك ساكنا”.
وتابع “لو كان هناك أي خطر على المستوطنين لتدخل الجيش وفعل ما بوسعه لإنقاذهم، ولكنه جزء وشريك في هذه العملية”.
واستمر الهجوم نحو 40 دقيقة، حاول خلاله المستوطنون إحراق المنازل وتكسيرها ومن بينها منزلي، واستخدموا الرصاص الحي والحجارة، كما يقول عطايات.
ووصف المشهد بأنه حرب، وقال “هؤلاء ليسوا مستوطنين بل عصابة مدربة على مثل هذه الاعتداءات”.
بدوره، قال الناشط الفلسطيني بمقاومة الاستيطان منذر عميرة “إن التصعيد الاستيطاني لا يزال سيد الموقف في الضفة كافة”.
وأضاف عميرة ما جرى في قرية واد رحال لم يكن ليحدث لولا أن هناك ضوءا أخضر من الجيش والحكومة الإسرائيلية التي تدرب وتسلح المستوطنين وتدعمهم وتوفر لهم الحماية من الملاحقة والمساءلة.
واعتبر أن ما يجري يدفع لتوجيه دعوة للكل الفلسطيني لحماية البلدات التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين.
وذكر أن إسرائيل تنفذ سياسة خطيرة تهدف لقتل وطرد كل الفلسطينيين وتستخدم المستوطنين كأداة لتنفيذ مخططها مستثمرة الانشغال الدولي بالحرب على غزة.
وأضاف “في ظل الصمت العالمي لما يجري من حرب إبادة في غزة، وغض الطرف عما يجري في الضفة، هناك حقيقة واحدة تتمثل بأنه لن يتمكن من حمايتنا إلا نحن”.
واستنادا إلى معطيات حركة “السلام الآن” اليسارية الإسرائيلية فإن نحو نصف مليون إسرائيلي يقيمون في 146 مستوطنة كبيرة و144 بؤرة استيطانية مقامة على أراضي الضفة الغربية، بما لا يشمل القدس الشرقية المحتلة.