ورد إلى الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤال يقول: ما ثواب الأذكار والتسابيح؟ وهل تكفر الذنوب؟

ثواب الأذكار والتسابيح

أجاب الدكتور العوضي بأن الذكر هو من أفضل ما يتقرب به الإنسان إلى ربه، مستشهدًا بقوله تعالى: “وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”وأشار إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت”.

وأضاف الدكتور أن للذكر فضائل عديدة وردت في القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: “وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا”، موضحًا أن العلماء فسّروا “الباقيات الصالحات” بأنها التسابيح والأذكار.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن الذكر يمثل صلة وثيقة بين العبد وربه، فهو سبب لمغفرة الذنوب، ومحو السيئات، وبركة في الرزق. كما دعا إلى الحرص على الانشغال بذكر الله في جميع الأوقات.

حكم ختام الصلاة جماعيًّا

وأكدت دار الإفتاء المصرية أن الذكر عقب الصلاة، سواء كان جهرًا أو سرًّا، أمر واسع في الشريعة، واستشهدت بقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾، مشيرة إلى أن النصوص الشرعية لم تقيد طريقة الذكر.

كما أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية أن رفع الصوت بالذكر عقب الصلوات جائز، واستدلوا بما رواه مسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: “رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم”.

وأشار العلماء إلى أن الجهر بالذكر له فوائد، منها إيقاظ الغافلين، واستحضار القلوب، ونفعه يمتد ليشمل المحيطين بالمصلين.

ومع ذلك، أكدت اللجنة أن اختيار الجهر أو الإسرار يعتمد على المصلحة العامة، مع تجنب النزاع بين المصلين، وأن إمام المسجد هو المسؤول عن تقدير الأنسب بما يحقق وحدة الصف وراحة المصلين.

ختام الصلاة للصلوات

أوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية السابق، أن الأذكار والتسبيح المطلوب أداؤها بعد الصلاة يجب أن تكون عقب الصلوات المكتوبة مباشرة، كما دلت عليه الأحاديث النبوية. واستشهد بحديث ثوبان -رضي الله عنه-: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا، وقال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام” (رواه مسلم).

أما بالنسبة لختام الصلاة للصلوات الفائتة، فقد أكد أن الأولوية تكون لقضاء تلك الصلوات أولًا، لأن أداء الفوائت هو الأهم، بينما ختم الصلاة بعد الفائتة يعتبر نافلة.

وأشار إلى فضل ختام الصلاة بما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من سبّح الله دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبّر الله ثلاثًا وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” (رواه مسلم).

شاركها.