تسعى شركات صناعة الرقائق في الصين إلى زيادة إنتاج البلاد من معالجات الذكاء الاصطناعي ثلاث مرات العام المقبل، في حين  تدفع شركات محلية مثل “ديب سيك” نحو تأمين أشباه الموصلات اللازمة لمجاراة المنافسين الغربيين في تطوير أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، حسبما أفادت صحيفة “فايننشال تايمز”.

ارتفعت أسعار أسهم شركات أشباه الموصلات الصينية المدرجة، مثل “كامبريكون” و”إس إم آي سي”، عقب هذا الإعلان. 

نقلت الصحيفة عن شخصين “مطلعين” على الأمر القول، إن مصنعاً مخصصاً لإنتاج معالجات الذكاء الاصطناعي لشركة “هواوي” سيبدأ العمل بحلول نهاية العام الجاري، فيما يُتوقع تشغيل مصنعين إضافيين خلال العام المقبل.

اقرأ أيضاً : الصين تنافس أميركا على سوق الذكاء الاصطناعي البالغة 4.8 تريليون دولار

 ورغم أن هذه المصانع الجديدة صُممت خصيصاً لدعم “هواوي”، إلا أن هوية مالكيها لا تزال غير واضحة. وقد نفت “هواوي” وجود خطط لإطلاق منشآت تصنيع خاصة بها، ولم تقدّم أي تفاصيل إضافية، وفق الصحيفة البريطانية. 

سباق الشركات الصينية

تخوض شركات صينية أخرى سباقاً لتطوير الجيل الجديد من رقائق الذكاء الاصطناعي المتوافقة مع معيار تقني تتبناه “ديب سيك”، التي برزت كأهم شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي بالصين.  تُعد أحدث منتجات “هواوي” من بين الرقائق القادرة على تلبية متطلبات “ديب سيك”. 

الطاقة الإنتاجية المجمّعة للمصانع الثلاثة الجديدة، عند بلوغها كامل طاقتها، قد تتجاوز إجمالي الإنتاج الحالي لخطوط التصنيع المشابهة لدى “سيميكوندوكتور مانيوفاكتشرينغ إنترناشيونال” (SMIC)، أكبر شركة مصنعة للرقائق في الصين، وفقاً لأشخاص على دراية مباشرة بهذه الجهود، حسب الصحيفة. 

أضاف الأشخاص  أن “إس إم آي سي” تعتزم أيضاً مضاعفة طاقتها الإنتاجية العام المقبل في تصنيع الرقائق بتقنية 7 نانومتر، وهي الأكثر تقدماً على مستوى الإنتاج الضخم في الصين.

هواوي أكبر عميل لـ”SMIC”

تُعد “هواوي” حالياً أكبر عميل لـ”إس إم آي سي” في خطوط إنتاج هذه المعالجات. ونتيجة لذلك، ستتمكن شركات تصميم الرقائق الصينية الأصغر مثل “كامبريكون” (Cambricon)و”ميتا إكس” (MetaX) و”بيرين” (Biren) من الحصول على حصص أكبر من طاقة الإنتاج، ما يعزز المنافسة في سوق الصين سريعة النمو التي تركتها “إنفيديا” شاغرة عقب القيود الأميركية على التصدير. وتبقى أشباه الموصلات في قلب التوترات التجارية بين بكين وواشنطن.

اقرأ أيضاً: إنفيديا توجه الموردين بتعليق إنتاج رقائق “H20” بعد خطوة الصين

حصلت “إنفيديا” و”أدفانسد مايكرو ديفايسز” في الآونة الأخيرة على الضوء الأخضر من واشنطن لاستئناف مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي الأقل تطوراً إلى الصين، مع شرط مثير للجدل ومشكوك في صحته قانوناً بأن تمنح حكومة الولايات المتحدة نسبة 15% من الإيرادات ذات الصلة. 

وتحولت شركة “كامبريكون تكنولوجيز” إلى تحقيق أرباح قياسية في النصف الأول من العام الجاري، مدفوعة بموجة طلب قوية على الرقائق الصينية بعد أن شجعت بكين على استخدام التكنولوجيا المحلية في أعقاب طفرة الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها منصة “ديب سيك”، حسبما نقلته بلومبرغ.

سجلت شركة تصميم الرقائق الصينية للذكاء الاصطناعي، التي تنافس شركة “هواوي تكنولوجيز” على توفير المسرعات اللازمة لتطوير واستضافة نماذج الذكاء الاصطناعي، أرباحاً بلغت 1.03 مليار يوان (144 مليون دولار)، مقابل خسارة بقيمة 533 مليون يوان في الفترة نفسها من العام الماضي. 

اقرأ أيضاً: ديب سيك يمنح دفعة قياسية لأرباح “كامبريكون” الصينية

تشجيع استخدام الرقائق المحلية في الصين

دعت السلطات الصينية الوكالات المحلية إلى استخدام الرقائق الوطنية، مستشهدة بمخاوف تتعلق بالأمن، إلى جانب استمرار حالة عدم اليقين بشأن القيود التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الصادرات، وفق بلومبرغ.

قال مسؤول تنفيذي في إحدى شركات الرقائق الصينية: “الإنتاج المحلي لن يبقى عائقاً طويلاً، خاصة مع دخول كل هذه الطاقات الجديدة الخدمة العام المقبل”. وأعلنت “ديب سيك” الأسبوع الماضي أن نماذجها باتت تستخدم صيغة بيانات من نوع (FP8)، صُممت خصيصاً للتوافق مع الجيل الجديد من الرقائق المحلية، دون أن تحدد الشركة المورّد الذي تعتمد عليه، وفق “فاينانشيال تايمز”.

شاركها.