العلاقة المتنامية بين إيلون ماسك ودونالد ترامب أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والاقتصادية، خاصة بعد دور ماسك البارز في دعم حملة ترامب الانتخابية لعام 2024. من خلال منصته “إكس” (Twitter سابقًا) وحملاته المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استطاع ماسك تقديم دعم غير مسبوق لترامب حتى وصل للبيت الأبيض، وضخ ما يقرب من 119 مليون دولار لدعم الحملة وأسهم في حشد الأصوات عبر برامج مبتكرة لتحفيز الناخبين في الولايات المتأرجحة.

ونتيجة لتلك العلاقة، يُتوقع أن تتغلب شركة “تسلا” الأمريكية العملاقة التي أسسها المليادير الأثرى عالميًا، إيلون ماسك، قريبًا على عقبة تنظيمية حرجة فيما يتعلق بنظام القيادة الذاتية حيث يبدو أن دعم إيلون ماسك لدونالد ترامب يؤتي ثماره، وفق ما ذهبت شبكة “يورونيوز” في تقريرٍ لها.
اقرأ أيضاً: «تسلا» الفائز الأكبر من فوز ترامب بعد تجاوز قيمتها تريليون دولار

أول ثمرة في علاقة ترامب وماسك

وفق ما ذهب تقرير يورونيوز فإذا حصلت خدمات روبوتاكسي التي تقدمها شركة صناعة السيارات الكهربائية “تسلا” على موافقة تنظيمية فقد يؤدي ذلك إلى دخول الشركة مرحلة أخرى من النمو السريع، وستكون تلك أول ثمرة في علاقة الرئيس الأمريكي المنتخب وماسك التي توطدت كثيراً مؤخراً.

صعود أسهم «تسلا»

ارتفعت أسهم شركة تسلا بأكثر من 5% بعد تقرير لوكالة وشبكة بلومبرج الذي أفاد بأن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب يخطط لإعطاء الأولوية لإنشاء إطار عمل فيدرالي جديد لتنظيم السيارات ذاتية القيادة في وزارة النقل.
اقرأ أيضاً: على رأسهم إيلون ماسك.. مليارديرات قد يحمون الصين من ويلات ترامب
وقد تفيد القواعد المقترحة شركة تسلا بشكل كبير حيث تمثل طموحاتها في خدمات النقل الذاتي خطوة حاسمة في استراتيجية نمو الشركة وقد ربط إيلون ماسك وهو مؤيد قوي لترامب خلال حملته الانتخابية مستقبل تسلا بتكنولوجيا القيادة الذاتية الكاملة وأعمال سيارات الأجرة الآلية.

إنعاش القيمة السوقية لـ«تسلا»

ارتفعت القيمة السوقية لشركة تسلا إلى أكثر من تريليون دولار منذ فوز ترامب في الانتخابات حيث ارتفعت أسهمها بنسبة 37% منذ يوم الانتخابات وارتفعت بنسبة 29% منذ بداية العام. وقبل الانتخابات، كانت تسلا هي الأضعف أداء بين شركات التكنولوجيا العملاقة السبعة في الولايات المتحدة.

من السيارات الكهربائية إلى ذاتية القيادة

يُنسب إلى إيلون ماسك الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة تسلا في عام 2008 الفضل على نطاق واسع في إطلاق ثورة السيارات الكهربائية.
وفي حين شهدت تسلا نموًا هائلاً على مدى العقد الماضي فقد شهدت السنوات الأخيرة ضعف الطلب العالمي والمنافسة الشديدة من المنافسين الصينيين مما دفع الشركة إلى البحث عن سبل جديدة للنمو.
في فعالية “وي روبوت” في أكتوبر، كشف ماسك عن روبوتاكسي تسلا، وهي خدمة سايبركاب ذاتية القيادة بدون عجلات قيادة أو دواسات.
ومن المتوقع أن يكلف النموذج الذي يعتمد بالكامل على الكاميرات والذكاء الاصطناعي للملاحة أقل من 27 ألف يورو وأن يعمل بتكلفة متوسطة تبلغ 0.18 يورو لكل ميل.
وقد حدد ماسك خططًا لإطلاق الخدمة في تكساس وكاليفورنيا مع التوسع إلى ولايات أخرى بحلول عام 2025 بشرط الحصول على موافقة الجهات التنظيمية ويمكن أن يبدأ الإنتاج الضخم لـسايبركاب في وقت مبكر من عام 2026.

التحديات التنظيمية أمام رؤية ماسك

وعلى الرغم من رؤية ماسك الطموحة، تواجه نظام القيادة الذاتية من تسلا تدقيقا من جانب الجهات التنظيمية وعقبات كبيرة.
في الشهر الماضي، أطلقت إدارة السلامة المرورية في الولايات المتحدة تحقيقاً مع شركة تسلا بعد وقوع حادث مميت بين أحد المشاة وسائق استخدم نظام القيادة الذاتية لتسلا والذي لا يزال يتطلب مراقبة السائق.
لكن في ظل إدارة ترامب، قد تقدم وزارة النقل قواعد أكثر مرونة للسيارات ذاتية القيادة مما قد يؤدي إلى إزالة العقبات أمام تكنولوجيا تسلا المبتكرة.
ومع ذلك، سيكون من الضروري الحصول على موافقة الحزبين في الكونجرس لتمرير أي إطار عمل جديد مما يشير إلى أن التحديات التنظيمية قد تستمر في الأمد القريب.

إطار عمل الاتحاد الأوروبي للسيارات ذاتية القيادة

قال التقرير إن الاختراق التنظيمي في الولايات المتحدة قد يدفع مناطق أخرى إلى تسريع تبني لوائح القيادة الذاتية.

زخم عالمي نحو القيادة الذاتية

تشير التطورات التنظيمية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين إلى زخم عالمي متزايد نحو القيادة الذاتية وإذا نجحت شركة تسلا في التنقل عبر هذه الأطر فقد يعمل برنامجها الطموح “روبوتاكسي” على إعادة تعريف مسار نمو الشركة وإعادة تشكيل صناعة النقل العالمية.

شاركها.