أثار انتشار متلازمة “غيلان باريه” العصبية النادرة بين أطفال قطاع غزة تفاعلات واسعة وغضبا عارما على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد تسجيل 95 إصابة مؤكدة من بينها 45 طفلا و3 وفيات جديدة.
وفي ظل ما هو متوقع من تفاقم المعاناة نتيجة الحصار الخانق وتدهور الأوضاع الصحية انتشر هذا المرض العصبي الخطير الذي يسبب شللا متصاعدا يبدأ من الساقين وينتشر تدريجيا إلى باقي أجزاء الجسم.
ولم تقتصر المأساة على انتشار المرض فحسب، بل امتدت لتشمل عدم توفر العلاج والأدوية اللازمة في مستشفيات قطاع غزة، مما يجعل الأطفال المصابين يواجهون الموت المحقق رغم إمكانية علاج هذا المرض في الظروف الطبيعية.
وكان السبب الرئيسي في انتشار هذا المرض هو تلوث المياه وسوء التغذية الحاد الذي يعاني منه سكان القطاع جراء الحصار الاسرائيلي المفروض عليهم، حيث تشير الأرقام إلى وجود نحو 40 ألف شخص في كل كيلومتر مربع بالمناطق المكتظة.
ورصد برنامج شبكات (2025/8/5) جانبا من تفاعلات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها ما كتبه محمد: “مشهد طفل في غزة مصاب بمتلازمة غيلان باريه وما في مستشفى قادر يقدمله علاج، هاد لحاله كافي ليهز كل الضمير العالمي، لو كان في ضمير أصلا”.
وغردت رندة “مش طبيعي ولا مقبول إن أطفال يموتوا من مرض يمكن علاجه فقط لأن الاحتلال يمنع دخول الدواء! إحنا في 2025 ولسا في ناس بتموت من الجوع والشلل بسبب حصار؟ هذا إجرام ممنهج”.
وكتب رائد المدهون “طفل صغير بيمرض، أهله يلفوا فيه المستشفيات وما يلاقوا لا علاج ولا حتى مغذي. ليش؟ لأنه في ناس شايفين إنه غزة ما تستحق تعيش”.
أين منظمات الصحة؟
في المقابل، تساءل ستيفانو “وين راحت كل منظمات الصحة العالمية؟ لما بيكون في وباء بأوروبا الكل بيستنفر، بس لما أطفال غزة بيموتوا من الجوع والمرض محدش بيحكي؟؟ وكأن غزة مش على خريطة العالم”.
ويتسبب المرض الذي يصيب الجهاز العصبي في اختفاء ردود الفعل العصبية وصعوبة التنفس، كما يفقد المصاب القدرة على تحريك أطرافه تدريجيا، ورغم إمكانية علاجه إلا أن عدم توفر الأدوية وأجهزة الإنعاش يجعله قاتلا.
وكانت غزة قبل الدمار تُعتبر البقعة الأعلى كثافة سكانية في العالم، إلا أن الوضع تفاقم أكثر بعد النزوح الجماعي وتدمير المناطق السكنية، مما خلق ظروفا كارثية لا تطاق تهدد حياة المدنيين خاصة الأطفال منهم.
ولا تزال المستشفيات في القطاع تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، مما يجعل الأطفال المصابين بمتلازمة غيلان باريه يواجهون خطر الموت دون توفر أي فرصة للعلاج أو حتى تخفيف المعاناة.
5/8/2025–|آخر تحديث: 19:23 (توقيت مكة)