23/7/2025–|آخر تحديث: 15:54 (توقيت مكة)
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن “عصر الوقود الأحفوري يترنح ويُمنى بالفشل”، في وقت باتت فيه الطاقة المتجددة أرخص ثمنا وأكثر انتشارا حول العالم، وفقا لتقريرين صدرا حديثا.
وأكد غوتيريش -في خطاب له بمقر الأمم المتحدة في نيويورك- أن “التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة قد بلغ نقطة تحول إيجابية”، مشيرا إلى أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح باتتا أرخص تكلفة وأكثر انتشارا، وهو ما يعكس انطلاقة عهد جديد من الطاقة النظيفة.
وحسب تقرير أعدّته عدة وكالات أممية بعنوان اقتناص لحظة الفرصة، فإن 74% من نمو إنتاج الكهرباء العالمي خلال العام الماضي جاء من مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس، في حين شكّلت الطاقة النظيفة 92.5% من إجمالي قدرات الكهرباء المضافة إلى الشبكات عام 2024.
وارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية من 500 ألف وحدة عام 2015 إلى أكثر من 17 مليون وحدة عام 2024، كما جاء في التقرير.
وفي تقرير منفصل صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، تبيّن أن مصادر الكهرباء الأرخص تكلفة عالميا في 2024 كانت توربينات الرياح، والألواح الشمسية، ومشروعات الطاقة الكهرومائية الجديدة.
وأشار التقرير إلى أن تكلفة الطاقة الشمسية انخفضت بنسبة 41%، وطاقة الرياح بنسبة 53% مقارنة بأرخص أنواع الوقود الأحفوري.
التمويل والسياسات
قال غوتيريش إن الاستثمارات في الطاقة الخضراء بلغت العام الماضي نحو 2 تريليون دولار، أي بزيادة قدرها 800 مليار دولار عن الاستثمارات في الوقود الأحفوري.
وأضاف أن ازدهار مصادر الطاقة المتجددة تحقق رغم حصول الوقود الأحفوري على دعم حكومي أكبر بنحو 9 أضعاف.
فقد وصلت قيمة الدعم العالمي للوقود الأحفوري إلى 620 مليار دولار في 2023، مقارنة بـ70 مليار دولار فقط للطاقة المتجددة، حسب التقرير الأممي.
ومع ذلك، حذرت الأمم المتحدة من أن وتيرة التحول للطاقة النظيفة لا تزال بطيئة. فإنتاج الوقود الأحفوري لا يزال في تصاعد عالميا، بفعل ارتفاع الطلب على الطاقة، خصوصا في الدول النامية، ومراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، واحتياجات التبريد في ظل الاحترار المتزايد.

تحذيرات وأولويات عالمية
نبّه غوتيريش إلى أن الدول التي تتمسك بالوقود الأحفوري “تسير في طريق خطِر سيجعلها أفقر لا أغنى”، مضيفا أن تلك الدول “لا تحمي اقتصاداتها، بل تقوّضها وتُفاقم التكاليف وتُضعف قدرتها التنافسية”.
وأشار إلى أن النمو في قطاع الطاقة المتجددة تمركز في دول مثل الصين، التي يشكل فيها الاقتصاد الأخضر نحو عُشر الناتج المحلي، وكذلك في الهند والبرازيل، في حين ما لم تمثل أفريقيا سوى أقل من 2% من الطاقة الخضراء الجديدة المُركّبة رغم حاجتها الكبيرة للكهرباء.
وشدّدت عالمة المناخ أديل توماس من مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية –وإن لم تكن مشاركة في إعداد التقرير– على ضرورة “تمكين الجنوب العالمي من توليد الكهرباء من دون تحميله ديونا لا يمكن تحملها”.
دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

ودعا غوتيريش الشركات التقنية الكبرى إلى الالتزام بتشغيل مراكز البيانات بالكامل باستخدام الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، قائلا إن “مركز بيانات واحدا للذكاء الاصطناعي يستهلك كهرباء بالقدر نفسه الذي تستهلكه 100 ألف منزل”.
وتوقع أن يصل استهلاك تلك المراكز في 2030 إلى مستويات تعادل استهلاك دولة مثل اليابان.
وختم قائلا إن “المستقبل يُبنى في السحاب… ويجب أن يُدار بطاقة الشمس والرياح ووعد بعالم أفضل”.