لا يزال مصير قائد مجموعة مسلحة في رفح، جنوب قطاع غزة، ياسر أبو شباب، غامضًا بعد أن وردت أنباء متضاربة عن وفاته. تشير التقارير الإسرائيلية إلى أنه قُتل، ولكن تفاصيل الواقعة ومكانها لا تزال غير واضحة. هذا الحدث يثير تساؤلات حول مستقبل الأمن في رفح وتأثيره المحتمل على خطط إسرائيل لما بعد الصراع، خاصةً وأن أبو شباب كان شخصية محورية في محاولات تشكيل بديل عن سلطة حماس في المنطقة.
بدأت تظهر تقارير أولية يوم السبت الموافق 4/12/2025، تفيد بوفاة أبو شباب، ولكن سرعان ما تضاربت الأقوال حول ملابسات الوفاة. وبينما تشير بعض المصادر إلى اشتباكات داخلية بين أفراد مجموعته، تنفي مصادر أخرى هذه الرواية، مما يزيد من التعقيد والغموض المحيط بالحادثة. هذه التطورات تأتي في وقت حرج تشهده المنطقة.
الغموض يحيط بوفاة ياسر أبو شباب وتداعياتها على الأمن في غزة
وفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت، فقد أبلغ مسؤولون أمنيون إسرائيليون بأن أبو شباب قُتل نتيجة ضرب مبرح خلال شجار مع عناصر أخرى من مجموعته، ويعزى ذلك إلى خلافات داخلية حول التعاون مع إسرائيل. زُعم أن أبو شباب توفي قبل أن يتم نقله إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع.
ومع ذلك، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي نفيًا من مستشفى سوروكا لاستقبال أبو شباب أو تأكيد وفاته فيه. هذا التناقض في التصريحات الرسمية يفاقم حالة عدم اليقين ويطرح علامات استفهام حول صحة الروايات المتداولة.
تخوفات إسرائيلية من تداعيات مقتل أبو شباب
تعرب الجهات الأمنية الإسرائيلية عن قلقها من أن يؤدي مقتل أبو شباب إلى تعزيز قوة حركة حماس في غزة. يعتقدون أيضًا أنه قد يعيق الجهود الإسرائيلية الرامية إلى إيجاد بديل لسلطة حماس في إدارة قطاع غزة في المستقبل القريب، وهو ما يمثل جزءًا أساسيًا من “اليوم التالي” للصراع.
وتشير يديعوت أحرونوت إلى أن ظاهرة الاغتيالات الداخلية بين المليشيات المحلية في قطاع غزة آخذة في الازدياد. وقد يرجع ذلك إلى تصاعد التوترات والخلافات بين هذه المجموعات، بالإضافة إلى محاولات فرض السيطرة والنفوذ في ظل الفوضى الأمنية السائدة.
في المقابل، أشارت تقديرات أخرى في إسرائيل، حسبما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إلى أن أبو شباب قُضي عليه على يد أحد رجاله. هذه الرواية تشير إلى احتمال وجود صراعات داخلية عميقة داخل المجموعة التي يقودها. كما وصف مصدر في الإذاعة مقتل أبو شباب بأنه “تطور سيئ” لإسرائيل، مما يعكس الأهمية التي كانت توليها إسرائيل لهذه الشخصية.
وبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، فقد صرّح مسؤول أمني بأن أبو شباب توفي في مستشفى سوروكا نتيجة جراح أصيب بها خلال خلاف عائلي داخلي. هذا التصريح يمثل رواية مختلفة تمامًا عما ورد في البداية، ويضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى القضية.
في غضون ذلك، أصدرت ما تُعرف بـ”القوات الشعبية في غزة” بيانًا نعيًا لرئيسها ياسر أبو شباب، مؤكدةً مقتله إثر إصابته خلال محاولة فض نزاع بين عائلتي أبو سنيمة. ونفى البيان أي علاقة لحركة حماس بمقتل أبو شباب.
في وقت سابق، ذكرت مراسلة الجزيرة فاطمة خمايسي أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أشارت إلى اغتيال أبو شباب على يد مقاتلين من حركة حماس. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن حماس كانت قد جمعت معلومات استخباراتية حول أبو شباب من مصادر مقربة منه.
يُذكر أن أبو شباب كان شخصية بارزة في منطقة رفح، وكان يتعاون مع الجيش الإسرائيلي الذي كان يراهن عليه في إنشاء نموذج لإدارة قطاع غزة بعيدًا عن حماس. لكن هذا التعاون واجه رفضًا واسعًا من قبل الفلسطينيين، بينما استمر الجيش الإسرائيلي في توفير الحماية لأبو شباب.
من المتوقع أن يتولى نائبه، غسان الدهيني، قيادة المجموعة المسلحة خلفًا لأبو شباب. هذا التغيير القيادي قد يؤثر على ديناميكيات القوة في رفح والعلاقات مع القوى الأخرى في قطاع غزة.
ياسر أبو شباب، المولود عام 1990 في رفح، ينتمي إلى قبيلة الترابين. قضى فترة في السجن قبل السابع من أكتوبر 2023 بتهم جنائية، وأُطلق سراحه بعد قصف إسرائيلي لمقرات الأجهزة الأمنية. وبرز اسمه بشكل خاص بعد استهداف كتائب عز الدين القسام لقوة إسرائيلية في رفح، والتي تبين أنها كانت تضم عملاء مجندين لصالح إسرائيل ويتبعون لمجموعة أبو شباب.
الوضع الحالي يتطلب المزيد من التحقيقات لكشف الحقيقة وراء مقتل أبو شباب. من المتوقع أن تستمر الجهود الإسرائيلية في جمع المعلومات حول ملابسات الوفاة وتقييم التداعيات الأمنية المحتملة. كما يجب مراقبة ردود الفعل الفلسطينية والتطورات داخل المليشيات المحلية في غزة خلال الأيام القليلة القادمة. ستكون متابعة تطورات الوضع في رفح والتحقيقات الجارية أمرًا بالغ الأهمية لفهم مستقبل الأمن في قطاع غزة.






