استبقت روسيا جولة مباحثات جديدة مع أوكرانيا تستضيفها السعودية بعد غد الاثنين بالإعراب عن أملها في تحقيق “بعض التقدم”، في حين أعلنت كييف عن تعرضها لهجمات روسية جديدة تزامنت مع زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى منطقة أوكرانية تحاول روسيا تطويقها.

وقبل نحو 48 ساعة من اجتماع مفاوضين أميركيين مع وفدي أوكرانيا وروسيا في السعودية -في محاولة لإنهاء الصراع المستمر منذ 3 سنوات- قال عضو مجلس الاتحاد غريغوري كاراسين، الذي يقود وفد بلاده: “نأمل في تحقيق بعض التقدم على الأقل”، من دون تحديد أي قضية.

وصرح كاراسين لقناة “زفيزدا التلفزيونية” التابعة لوزارة الدفاع الروسية بأنه وزميله المفاوض، مستشار جهاز الأمن الفدرالي الروسي سيرغي بيسيدا، سيشاركان بالمحادثات بروح “قتالية وبناءة وسنسعى جاهدين لحل قضية واحدة على الأقل وسنغادر إلى السعودية غدا الأحد وسنعود الثلاثاء المقبل”.

وسيجتمع المفاوضون الأميركيون بشكل منفصل مع الوفدين الأوكراني والروسي في السعودية بعد غد الاثنين، فيما وصفه المبعوث الأميركي كيث كيلوغ بـ”الدبلوماسية المكوكية” بين غرف الفنادق.

وصرح مسؤول أوكراني كبير لوكالة الصحافة الفرنسية أمس أن كييف تأمل في التوصل إلى اتفاق “على الأقل” بشأن وقف إطلاق نار جزئي يشمل الهجمات على الطاقة والبنية التحتية والبحر.

وكانت موسكو رفضت اقتراحا أميركيا-أوكرانيا مشتركا بوقف إطلاق نار كامل وغير مشروط لمدة 30 يوما، واقترحت بدلا من ذلك وقف الضربات الجوية على منشآت الطاقة فقط. ورغم هذا العرض، واصل الجانبان شن هجمات جوية في الفترة التي سبقت المفاوضات.

غارات وقتلى

وعلى الصعيد الميداني، أسفرت غارة روسية على مدينة زاباروجيا جنوب أوكرانيا في وقت متأخر من مساء الجمعة عن مقتل عائلة مكونة من 3 أفراد، من بينها فتاة تبلغ من العمر 14 عاما، إثر سقوط طائرة مسيرة على منزلها، وهذا أثار غضب المسؤولين الأوكرانيين.

وقال حاكم المدينة إيفان فيدوروف، عبر تطبيق تليغرام: “تم انتشال جثتي الابنة والأب من تحت الأنقاض. وكافح الأطباء لإنقاذ الأم لأكثر من 10 ساعات، لكنهم مع الأسف لم يتمكنوا من إنقاذها”.

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية اليوم أن روسيا أطلقت 179 طائرة مسيرة على أوكرانيا في أحدث غارة جوية ليلية.

وقال أندريه يرماك، رئيس ديوان زيلينسكي: “انتهكت روسيا وقف إطلاق النار مرة أخرى وقتلت طفلة تبلغ من العمر 14 عاما في زاباروجيا بصاروخ شاهد”.

وكتبت يوليا سفيريدينكو النائبة الأولى لرئيس الوزراء الأوكراني على منصة إكس اليوم السبت ردا على الهجوم: “يواصل الإرهاب الروسي تدمير العائلات في جميع أنحاء أوكرانيا”.

وأفاد ممثلو الادعاء بأن القوات الروسية أسقطت ما لا يقل عن 6 قنابل موجهة على قرية كراسنوبيليا في منطقة سومي على الحدود الشمالية لأوكرانيا مع روسيا وهذا أسفر عن مقتل شخصين وإصابة اثنين على الأقل.

كما استهدفت أوكرانيا روسيا بهجمات بطائرات مسيرة ليلا، أسفرت عن إصابة شخصين في مدينة روستوف أون دون الجنوبية.

الرئيس الأوكراني خلال اجتماعه بقيادة الوحدة المسؤولة عن الطائرات المسيرة في بوكروفسك (الفرنسية)

زيلينسكي في بوكروفسك

في غضون ذلك، صرح زيلينسكي بأنه زار القوات التي تقاتل للدفاع عن مدينة بوكروفسك الشرقية الإستراتيجية المحاصرة، والتي تحاول روسيا تطويقها والسيطرة عليها منذ أشهر. والتقى قادة وحدات الطائرات المسيرة بالقرب من المدينة.

وتتصدى القوات الأوكرانية منذ أشهر للهجمات الروسية حول المدينة، حيث تتقدم قوات موسكو ببطء في محاولة للسيطرة على المنطقة بأكملها.

وكتب زيلينسكي على إكس: “زرت مركز قيادة المجموعة التكتيكية بوكروفسك، والتقيت بقادة خط الطائرات المسيرة، الذي يضم أفضل وحدات الأنظمة المسيرة في القوات المسلحة الأوكرانية”. وقال: “تلقيت تقريرا عن دفاع منطقة بوكروفسك ووضع العمليات وسير المهام. كرمت محاربينا بجوائز الدولة”.

يذكر أن الطائرات المسيرة أحدثت نقلة نوعية في الحرب منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير/شباط 2022، وسعت أوكرانيا إلى الارتقاء بمستوى وحدات الطائرات المسيرة وتعزيز إنتاجها المحلي.

وقالت وزارة الدفاع في كييف هذا الشهر إنها ستشتري نحو 4.5 ملايين طائرة مسيرة التي تعمل من منظور الشخص الأول “إف بي في” في 2025، معظمها من منتجين محليين، وهو ما يزيد على معدل العام الماضي.

شاركها.