شن الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين غارات على مواقع في محافظة السويداء، بعد أن تدخل الجيش السوري لاحتواء اشتباكات دامية بين مجموعات مسلحة محلية وأخرى عشائرية، في وقت دعت فيه دمشق إلى عدم دعم أي حركة متمردة انفصالية.
فقد قالت وكالة الأنباء السورية إن طيران الاحتلال الإسرائيلي استهدف بثلاث غارات بلدتي المزرعة وكناكر بريف السويداء التي تقع جنوبي سوريا وتضم أغلبية من الدروز.
وكان الجيش الإسرائيلي قال قبيل ذلك إنه استهدف دبابات سورية بين بلدتي سجين والسميع بريف السويداء.
وأضاف جيش الاحتلال -في بيان- أنه لن يسمح بوجود تهديد عسكري في منطقة جنوب سوريا وسيتحرك ضده.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول عسكري قوله إن استهداف الدبابات السورية في السويداء يأتي على خلفية هجمات على الدروز.
كما قال مصدر أمني للقناة 12 الإسرائيلية إن الدبابات السورية تجاوزت ما وصفه بالخط الذي حددته إسرائيل داخل سوريا فهاجمتها الطائرات الإسرائيلية.
وفي السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش الإسرائيلي قصف أهدافا في سوريا “كرسالة وتحذير واضح للنظام السوري”، بحسب تعبيره.
وأضاف كاتس أن إسرائيل لن تسمح بالمساس بالدروز في سوريا ولن تقف مكتوفة الأيدي.
وكانت إسرائيل قصفت أواخر أبريل/نيسان الماضي مواقع في دمشق وريفها بذريعة منع هجمات على الدروز.
واندلعت الاشتباكات أمس الأحد بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى من عشائر بدوية في ريف محافظة السويداء.
وقال قائد الأمن الداخلي نزار الحريري في السويداء إن التوتر الذي تشهده المحافظة بدأ إثر حادثة سلب وقعت مؤخرا على طريق دمشق السويداء، أعقبتها عمليات خطف متبادلة.
ونشرت وزارتا الدفاع والداخلية السوريتان قوات في ريف السويداء في محاولة لوقف الاشتباكات، قبل أن تصبح هذه القوات هدفا لإسرائيل ولمجموعات مسلحة محلية.

اشتباكات دامية
وفي أحدث التطورات، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن القوات السورية معززة بدبابات وآليات ومئات المقاتلين سيطرت على بلدة المزرعة ذات الغالبية الدرزية الواقعة عند مشارف السويداء وتواصل تقدمها نحو المدينة.
ونقلت الوكالة عن القائد الميداني عز الدين الشمير أن القوات تتجه نحو مدينة السويداء، كما قال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا للتلفزيون السوري إن قوات الجيش والأمن الداخلي اقتربت من مركز محافظة السويداء.
وفي وقت سابق اليوم، قالت الداخلية السورية إن الاشتباكات بين مجموعات مسلحة محلية وعشائر في السويداء أدت إلى مقتل أكثر من 30 شخصا، وإصابة نحو 100 آخرين.
وتحدثت مصادر إعلامية سورية عن حصيلة أكبر من الضحايا تقارب 90 قتيلا.
من جهنه، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية مقتل 18 جنديا وإصابة آخرين بجروح خلال فض النزاع بالسويداء.
وقال مصدر عسكري سوري إن مسلحين خارجين عن القانون اعتدوا على عناصر من الجيش في منطقة الثعلة بريف السويداء.
وقد وجّه وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة رسالة إلى عناصر الجيش بالسويداء حثهم فيها على حماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة والوقوف بينهم وبين ما وصفها بالعصابات الخارجة عن القانون.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن اشتباكات جرت عصر اليوم في المنطقة الواقعة بين مدينة السويداء وبلدة المزرعة.
في غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية السورية إن دخول قواتها إلى محافظة السويداء جاء في إطار مهمتها الوطنية لوقف إراقة الدماء وضبط الأمن وحماية المدنيين دون الانحياز لأي طرف.
كما قالت إدارة الإعلام بوزارة الدفاع السورية للجزيرة إن الوزارة نشرت وحدات بمناطق متأثرة لتأمين ممرات للمدنيين ووقف الاشتباكات، مضيفة أن الوزارة جادة في بسط الأمن بالسويداء وسحب السلاح من الخارجين عن القانون.
وكانت وزارة الدفاع السورية قالت قبل ذلك في بيان إنها ستفرض الأمن والاستقرار في المنطقة، وإن قواتها لن تتساهل مع أي مجموعات تهدد السلم الأهلي وحياة المدنيين.
بعد اشتباكات أوقعت عشرات القتلى.. الداخلية السورية تدفع بقواتها لفض الاشتباكات في السويداء واحتواء الأزمة بالتنسيق مع وزارة الدفاع pic.twitter.com/4BzRxVq1cF
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 14, 2025
سبب الاضطرابات
وتعليقا على الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء، دعت الخارجية السورية جميع الدول والمنظمات لاحترام السيادة السورية والامتناع عن دعم أي حركات متمردة انفصالية.
وقالت الخارجية السورية -في بيان- إن الدولة ماضية في حماية الطائفة الدرزية واحترام حقوقها وبسط الأمن والاستقرار وتفعيل مؤسسات الدولة.
وكان وزير الداخلية السوري أنس خطاب قال في وقت سابق اليوم إن غياب مؤسسات الدولة، خاصة العسكرية والأمنية، سبب رئيسي لما يحدث في السويداء من توترات.
من جهته، حذر محافظ السويداء مصطفى البكور من محاولات إيقاع الفتنة؛ ودعا إلى ضبط النفس، مؤكدا أنّ الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين واستعادة الحقوق.
وأضاف خطاب أنه لا حل للتوتر إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي.
وزارة الخارجية والمغتربين تصدر بياناً حول الأحداث المؤسفة في السويداء.#وزارة_الخارجية_والمغتربين#السويداء#سانا pic.twitter.com/HSH21CniEp
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@Sana__gov) July 14, 2025
في المقابل، دعت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز -في بيان- إلى عدم الانجرار إلى الفتنة وقالت إنها ترفض دخول قوات الأمن العام السوري إلى محافظة السويداء.
وطالب الرئاسة الروحية بما وصفتها بالحماية الدولية على خلفية خطورة الوضع في المحافظة، بحسب ما ورد في البيان.
وفي ردود الفعل أيضا، دعا المنسق الأممي في سوريا غير بيدرسون إلى التهدئة وحماية أمن وسلامة المدنيين.
ووصف بيدرسون التطورات في السويداء بالخطيرة، قائلا إن السوريين يحتاجون بشدة إلى الاستقرار والسلام والوحدة من أجل التعافي.
أما الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان فدعا للتوصل إلى حل سلمي برعاية الدولة السورية يضمن الاستقرار والأمن والسلم.
وأعلن الحزب -في بيان- رفضه كل الدعوات المطالبة بتوفير الحماية الدولية للسويداء من أي جهة أتت، مؤكدا أن مسؤولية الأمن والحماية تقع حصرا على عاتق الدولة السورية.
وفي وقت وقت لاحق اليوم، أعلن الزعيم السابق للحزب وليد جنبلاط أنه مع عودة الأمن وبناء مصالحة في السويداء برعاية الدولة السورية.