وتتنوع نقوش السدو بحسب المنطقة، وكل قطعة تحمل طابعًا فريدًا يعكس ثقافة وأسلوب الحياة المحلي، ففي شمال المملكة تطغى الألوان الزاهية والنقوش الهندسية الدقيقة التي تعكس صلابة الحياة في الصحراء، أما في جنوب المملكة وتحديدًا في المناطق الواقعة شرق عسير فتبرز أنماط تعكس البيئة الزراعية الخصبة بألوان أكثر دفأً وحيوية، وفي المناطق الوسطى تأخذ النقوش طابعًا بسيطًا يعكس الأصالة البدوية بكل تفاصيلها.
صناعة السدو
ويجمع معرض “بنان” بين هذه الأنماط المتنوعة للسدو، إذ تعرض الحرفيات السعوديات المهارات التقليدية التي توارثنها عبر الأجيال، إلى جانب مشاركة حرفيين من دول أخرى، مثل دولة الكويت وغيرها، التي تتميز أيضًا بدورها في فنون حياكة السدو، هذا التنوع يخلق بيئة غنية تمزج بين التراث المحلي والتأثيرات الإقليمية والعالمية.
كما يُبرز المعرض الأدوات التقليدية المستخدمة في صناعة السدو، مثل النول اليدوي والصوف الطبيعي، الذي يُلون بأصباغ طبيعية مستخرجة من البيئة، مما يجعل كل قطعة مميزة بطابعها التراثي الأصيل، كما يُتاح للزوار فرصة التعرف على عملية حياكة السدو، التي تتطلب صبرًا وإتقانًا، بدءًا من غزل الخيوط وحتى تشكيل النقوش.
يُذكر أن معرض “بنان” يهدف إلى إبراز أهمية الحفاظ على هذا التراث العريق ونقله للأجيال القادمة، ليظل السدو شاهدًا حيًا على الهوية الثقافية الغنية للجزيرة العربية.