وجه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار علماء بالأزهر الشريف، رسالة الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، بعد اعتقاله اليوم بسبب إلقاء خطبة الجمعة التي استنكر فيها تجويع الاحتلال الممنهج لقطاع غزة.
وكتب الدكتور علي جمعة، في منشور له عبر صفحته على فيسبوك، موجهًا خطابه إلى مفتي القدس: “اثبُتْ، وكلُّ المسلمين، من طنجة إلى جاكرتا، ومن غانا إلى فرغانة، يوقرونكم، ويؤيدونكم، ويدعون لكم ولأهلنا في القدس الشريف أن يُثبّتكم الله، ويُعلي كلمتكم، وينصركم على العدو الغاشم، الذي أعاد إلى الوجود ممارسات النظام النازي البائد، في أبشع صورها وأقبح أشكالها”.
وأضاف “إنكم في ثغر الرباط، وحُقَّ لكل مسلم أن يقف خلفكم بالدعاء والنصرة والتأييد، فأنتم حُماة العقيدة، وصوتُ الأمة في وجه الظلم والطغيان”.
وتابع الدكتور علي جمعة، “اثبُت يا فضيلة الشيخ، فأنت اليوم على ثغرٍ من أعظم ثغور الأمة، ترابط فيه بالكلمة والقدم، وترفع فيه لواء الحق في وجه الظلم والاستكبار، وتجلّى للناس من جديد وجه النازية البشعة، في أبشع صُورها، ولكن هيهات! فإنكم بإذن الله المنتصرون، وأنتم بالله الأعزّون”.
وختم الدكتور علي جمعة رسالته بالدعاء، قائلا “نسأل الله أن يربط على قلبك، وأن يُعلي كلمتك، وأن يُنزل عليكم نصره المؤزر، ويجعل لكم فرجًا قريبًا، ويُرينا في عدوكم يوما كيوم عاد وثمود”.
قوات الاحتلال تعتقل مفتي القدس
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني أقدمت على اعتقال مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، من داخل المسجد الأقصى المبارك، في انتهاك صارخ لحرمة الأماكن المقدسة.
ووفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، فإن قوات الاحتلال اعتقلت الشيخ محمد حسين، بعد خطة خطبة الجمعة اليوم، والتي استنكر فيها سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال في غزة.
ونوهت الوكالة الفلسطينية، باقتحام قوة خاصة من شرطة الاحتلال أيضا غرفة رئيس الحرس، وغرفة مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، بالتزامن مع اعتقال المفتي.
وفي وقت لاحق، أفرجت قوات الاحتلال عن الشيخ حسين بعد وقت قصير، وتم تسليمه استدعاءً للمثول أمام التحقيق يوم الأحد المقبل.
يأتي هذا التصعيد في إطار سياسة ممنهجة للاحتلال تستهدف الرموز الدينية والمقدسات الإسلامية في المدينة المحتلة، في محاولة يائسة لفرض السيطرة وتغيير الواقع القائم في الأقصى.
وكان آلاف المواطنين أدوا ظهر اليوم، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إلى المسجد، رغم عرقلة قوات الاحتلال وصول المصلين إلى الأقصى لأداء الصلاة، عبر بابي العمود والأسباط، ودققت في هوياتهم.
وتحرم سلطات الاحتلال آلاف المواطنين من محافظات الضفة الغربية المحتلة من الوصول إلى القدس لأداء الصلاة في الأقصى، وتشترط استصدار تصاريح خاصة لعبور حواجزها العسكرية التي تحيط بالمدينة المقدسة.