قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الصدق خلقٌ إسلامي جميل، اتفق العقلاء على مدحه وذمِّ نقيضه وهو الكذب، وكفى بالصدق مدحًا أن يدعيه من ليس من أهله، وكفى بالكذب ذمًّا أن يتبرأ منه من هو من أهله.

وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان ربنا ارشدنا إلى التمسك بهذا الخلق الطيب في كتابه الكريم، وفي سنة رسوله العظيم صلى الله عليه وسلم، في نصوص أكثر من أن تُعَدّ. فقد أمر ربنا في كتابه الكريم في أكثر من آية بالصدق، ومدح الصادقين، ووعدهم بالخير الكبير في الدنيا والآخرة. فمن هذه الآيات قوله سبحانه: {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[المائدة: 119]، وقوله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ}[يونس: 2].

ولم يقتصر الأمر على طلب الصدق من المسلم فحسب، بل أمر الله تعالى أن يكون المسلم دائمًا مع الصادقين فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}[التوبة: 119].
وليس الصدق هو قول الحق وحسب، بل من الصدق أيضًا أن تُصدِّق بالله وكلامه. وقد أمر بذلك النوع من الصدق في قوله تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[آل عمران: 95].

كما أخبر ربنا سبحانه وتعالى أن كلامه الصدق والعدل، وأنه لا مبدل لحكمه، ولا معقِّب لكلامه؛ لأنه أعلى أشكال الصدق والعدل. فقال عزَّ من قائل: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[الأنعام: 115].
وأخبر ربنا سبحانه أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم كان من شأنه أن يتبين حقيقة الصادق والكاذب، فقال الله له: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}[التوبة: 43].

وقد أمر الله نبيَّه المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يسأله الصدق في المدخل والمخرج وفي شأنه كله، فقال سبحانه: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا}[الإسراء: 80].

وأخبر الله تعالى أن الصدق منَّة يمتنُّ الله بها على عباده الصالحين وأنبيائه الكرام عليهم السلام، فقال: {وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}[مريم: 50].

شاركها.