أظهر تحليل دولي حديث أن إعادة مستوى السكر في الدم إلى المعدل الطبيعي لدى الأشخاص المصابين بـمقدمات السكري من خلال تغيير نمط الحياة يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والوفاة المبكرة. تشير النتائج، التي نشرت في 14 ديسمبر 2025، إلى أن التركيز على التعافي الكامل من مقدمات السكري قد يكون استراتيجية وقائية فعالة.

شارك في الدراسة باحثون من ألمانيا والولايات المتحدة والصين، وقاموا بتحليل بيانات من دراسات واسعة النطاق. تؤكد هذه النتائج على أهمية التدخل المبكر وتغيير نمط الحياة للأفراد المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.

أهمية التعافي من مقدمات السكري

لطالما كانت مرحلة ما قبل السكري، أو مقدمات السكري، حالة صحية شائعة ولكنها غالبًا ما يتم تجاهلها. يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من ارتفاع مستويات السكر في الدم دون الوصول إلى عتبة التشخيص الكامل لمرض السكري. عادةً ما يتم تقديم توصيات مثل فقدان الوزن وزيادة النشاط البدني واتباع نظام غذائي صحي، ولكن لم يكن واضحًا ما إذا كانت هذه التغييرات في نمط الحياة توفر حماية طويلة الأمد للقلب.

حتى الآن، لم تثبت الدراسات السابقة انخفاضًا مستدامًا في حالات النوبات القلبية أو قصور القلب أو الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية على مدى عقود نتيجة لبرامج تغيير نمط الحياة التقليدية لمقدمات السكري. هذا التحليل الجديد يقدم منظورًا مختلفًا.

انخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بأمراض القلب

أظهرت البيانات المجمعة من دراستين رئيسيتين، إحداهما في الولايات المتحدة والأخرى في الصين، أن الأشخاص الذين نجحوا في إعادة مستوى السكر في الدم إلى المعدل الطبيعي شهدوا انخفاضًا كبيرًا في خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية ودخول المستشفى بسبب قصور القلب. يشير التحليل إلى انخفاض في الخطر بنسبة تصل إلى 50%.

تتبع الباحثون المشاركين لمدة تصل إلى 30 عامًا، مما يوفر رؤى طويلة الأمد حول تأثير التعافي من مقدمات السكري على صحة القلب. أكدت النتائج أن التعافي الكامل، وليس مجرد تغيير نمط الحياة، هو العامل الحاسم في تحقيق هذه الفوائد الوقائية.

العوامل المؤثرة في التعافي

وفقًا للباحثين، فإن قيمة سكر الدم الصائم التي تقل عن 97 ملغم/ديسيلتر تعتبر مؤشرًا قويًا على انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب. هذا المستوى قابل للقياس ويمكن تطبيقه بسهولة في مراكز الرعاية الصحية الأولية حول العالم.

بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى أن عوامل مثل العمر والوزن لا تقلل من أهمية تحقيق مستوى طبيعي لسكر الدم. وهذا يعني أن فوائد التعافي من مقدمات السكري يمكن أن تكون عالمية وتؤثر على مجموعة واسعة من الأفراد.

تأثيرات على الصحة العامة

تعتبر هذه النتائج ذات أهمية خاصة في ضوء الانتشار المتزايد لمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية على مستوى العالم. يمكن أن يساعد تحديد التعافي من مقدمات السكري كهدف علاجي واضح في تحسين استراتيجيات الوقاية وتقليل العبء على أنظمة الرعاية الصحية.

تعد الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية أمرًا بالغ الأهمية، وتشير هذه الدراسة إلى أن التركيز على إدارة مستويات السكر في الدم لدى الأفراد المعرضين للخطر يمكن أن يكون مكونًا رئيسيًا في هذه الجهود. تشمل الكلمات المفتاحية ذات الصلة أيضًا السكري من النوع الثاني وصحة القلب.

من المتوقع أن تؤدي هذه النتائج إلى مراجعة الإرشادات السريرية الحالية المتعلقة بإدارة مقدمات السكري. قد يتم دمج هدف التعافي الكامل في بروتوكولات الرعاية الروتينية، مما يتيح للأطباء تقديم تدخلات أكثر استهدافًا وفعالية. سيراقب الخبراء عن كثب التطورات في هذا المجال، مع التركيز على تحديد أفضل الممارسات لتعزيز التعافي من مقدمات السكري وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

شاركها.