توصل باحثون إلى أن دواءً جديدًا، يُدعى إنليستيد، يمكن أن يخفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) بنسبة تصل إلى 60% لدى المرضى الذين عانوا من نوبة قلبية أو سكتة دماغية سابقة، أو الذين لديهم خطر كبير للإصابة بهما. تُظهر النتائج الأولية، التي عُرضت خلال الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية لعام 2025، إمكانية أن يكون هذا الدواء بديلاً فعالاً للعلاجات الحالية، خاصةً تلك التي تتطلب حقنًا.
الدراسة، التي أُجريت في نيو أورلينز في الفترة ما بين السابع والعاشر من نوفمبر/تشرين الثاني، شملت أكثر من 2900 بالغ، غالبيتهم في مرحلة ما بعد الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. يهدف البحث إلى تقييم فعالية وإنليستيد في خفض الكوليسترول لدى المرضى الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى المستويات الموصى بها من خلال العلاجات التقليدية، بما في ذلك الستاتينات.
إنليستيد وخفض الكوليسترول الضار: نتائج واعدة
أظهرت التجارب السريرية أن إنليستيد، وهو ببتيد حلقي كبير الجزيئات يُؤخذ عن طريق الفم، يمنع بروتين PCSK9 من الارتباط بمستقبلات LDL. يؤدي هذا إلى زيادة قدرة الجسم على إزالة الكوليسترول الضار من مجرى الدم، مما يقلل من خطر حدوث مضاعفات قلبية وعائية.
ووفقًا للدكتورة آن ماري نافار، الأستاذة المشاركة في أمراض القلب في المركز الطبي بجامعة تكساس ساوث ويسترن، فإن هذا الدواء “من المقرر أن يكون إضافة قوية للعلاجات المتاحة حاليًا لخفض نسبة الكوليسترول الضار والوقاية من الأحداث القلبية الوعائية.” أشارت الدكتورة نافار إلى أن العديد من المرضى يواجهون صعوبات في تحقيق مستويات الكوليسترول المستهدفة على الرغم من العلاجات الموجودة، مما يجعل إنليستيد خيارًا واعدًا.
تحسينات ملحوظة في المؤشرات الحيوية
بعد 24 أسبوعًا من العلاج اليومي بإنليستيد، لوحظ انخفاض كبير في عدة مؤشرات حيوية مرتبطة بصحة القلب. شهد المشاركون انخفاضًا بنسبة 60٪ في مستويات LDL، وانخفاضًا بنسبة 53٪ في الكوليسترول غير عالي الكثافة (non-HDL-C)، وانخفاضًا بنسبة 50٪ في بروتين ApoB، المسؤول عن نقل الدهون في الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة انخفاضًا بنسبة 28٪ في مستويات Lp(a)، وهي نوع من البروتينات الدهنية التي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. الأهم من ذلك، أن معدل الآثار الجانبية الخطيرة كان مماثلاً بين المجموعة التي تلقت إنليستيد والمجموعة التي تلقت دواءً وهميًا (10٪ مقابل 12٪).
تعتبر مثبطات PCSK9، بشكل عام، علاجًا فعالًا لخفض الكوليسترول الضار، ولكنها عادةً ما تُعطى عن طريق الحقن. يمثل إنليستيد خطوة مهمة نحو توفير علاج فعال عن طريق الفم لهذه الفئة من الأدوية، مما قد يحسن من سهولة التزام المرضى بالعلاج ويقلل من العبء على نظام الرعاية الصحية. تعد إدارة الكوليسترول أمرًا بالغ الأهمية للوقاية من السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
تستند هذه النتائج إلى تجربة المرحلة الثالثة، وهي خطوة حاسمة في عملية تطوير الدواء. وتشمل المرحلة الثالثة عادةً عددًا أكبر من المشاركين وتهدف إلى تأكيد فعالية وسلامة الدواء قبل تقديمه إلى الجهات التنظيمية للموافقة عليه. يعتبر خفض الكوليسترول أحد الركائز الأساسية في الوقاية من أمراض القلب.
من الآن فصاعدًا، من المتوقع أن يقوم الباحثون بتحليل مفصل للبيانات وتقديم تقارير كاملة بنتائجهم. سيتم بعد ذلك تقديم هذه التقارير إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والجهات التنظيمية الأخرى في جميع أنحاء العالم لمراجعتها والموافقة عليها. قد يستغرق الأمر عدة أشهر أو سنوات قبل أن يكون إنليستيد متاحًا على نطاق واسع للمرضى. سيظل خبراء القلب والأوعية الدموية يراقبون البيانات الجديدة والتطورات في هذا المجال لتقديم أفضل رعاية ممكنة لمرضاهم.






