29/1/2025–|آخر تحديث: 29/1/202510:42 م (توقيت مكة)
قال المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة إن إسرائيل تخطط للاحتفال غدا أمام مقر رئاسة الأونروا في حي الشيخ جراح بالقدس بمناسبة إغلاقه، وهذا له نتائج خطيرة لأول مرة منذ إنشاء الوكالة عام 1950 في أعقاب النكبة الفلسطينية.
وفي تصريحات للجزيرة نت، أضاف أبو حسنة أن إسرائيل بدأت عمليا عدة إجراءات لمنع الموظفين الفلسطينيين من الوصول إلى مقر الشيخ جراح سواء من الضفة الغربية أو القدس، وسيكون لذلك تأثيرات كبيرة على الفلسطينيين، ولدينا خشية من أن يمتد ذلك أيضا إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.
ووكالة الأونروا أُسست عام 1950 من قِبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد نكبة الفلسطينيين عام 1948 وتهجيرهم من منازلهم وبلداتهم، وتوفر التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والإغاثة الطارئة للأشخاص الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين بالأراضي الفلسطينية والأردن وسوريا ولبنان.
لا بديل عن الأونروا
وأكد المستشار الإعلامي للأونروا أنه لا بديل عن الوكالة للعمل في المجال الإغاثي في فلسطين، و”هناك محاولات تمت خلال 15 شهرا الماضية لإيجاد بدائل عن الأونروا، سواء بعض المنظمات الأممية مثل اليونيسيف أو منظمة الصحة العالمية أو برنامج الغذاء العالمي، لكنها رفضت أن تكون بديلا عن الأونروا”.
وكان المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني قال أمس الثلاثاء -في جلسة لمجلس الأمن الدولي- إن مجرد وجود الوكالة يجلب الاستقرار للفلسطينيين لأنهم يثقون بها، وهي بالنسبة لهم الأطباء والممرضون الذين يقدمون الرعاية الصحية، والعمال الذين يوزعون الغذاء، والمهندسون الذين يبنون ويصلحون الآبار لتوفير مياه الشرب النظيفة.
وأضاف لازاريني -في كلمته- إن “نائب رئيس البلدية دعا إلى الاحتفال العام بطرد الأونروا من القدس الشرقية أمام مقر الرئاسة لمكتب إقليم الضفة الغربية في حي الشيخ جراح”. كما أن “السلطات الإسرائيلية تخطط لبناء مستوطنات غير قانونية على قطعة الأرض هذه”.
انتهاك المواثيق
وفي ما يتعلق بالموقف القانوني من القرارات التي صادق عليها الكنيست الإسرائيلي، والتي بموجبها أغلقت السلطات المقر الرئيسي للأونروا، قال أبو حسنة إن “إسرائيل وقّعت على كل المواثيق والتعهدات التي تنص على احترام العمل مع منظمات الأمم المتحدة وحصانتها وتسهيل عملياتها”.
وأضاف أن هناك “ورقة تفاهم بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والحكومة الإسرائيلية وقعت في 14 يونيو/حزيران 1967، تنص على حماية الأونروا وتسهيل عملياتها وتمتع أفرادها بالحصانة وتسهيل عملياتها في الضفة وغزة والقدس، لكن إسرائيل تضرب الآن بعرض الحائط كل هذه الاتفاقيات، وما يحدث هو تحطيم للنظام متعدد الأطراف الذي أنشئ بعد الحرب العالمية الثانية”.
وكانت إسرائيل اتهمت الوكالة بأنها مخترقة من جانب أعضاء في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتزعم أن بعض موظفي الوكالة شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأقر الكنيست في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قانونا يحظر عمل الأونروا ويمنع السلطات الإسرائيلية من التواصل معها، وذلك ضمن حملة واسعة تشنها إسرائيل على الوكالة منذ بدء حرب الإبادة في غزة قبل 15 شهرا.
الوضع في غزة
وعن طبيعة وصول المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، أشار المستشار الإعلامي للأونروا إلى أن المساعدات تدخل بمعدل 800 شاحنة يوميا، وبها مواد غذائية وخيام وأغطية وإمدادات طبية، لكنها ليست كافية لأننا نتحدث عن مجتمع تم سحقه تماما في قطاعاته المختلفة.
وأضاف أن المجتمع في غزة لا يملك أي شيء، لذلك فهذه المساعدات غذائية فقط، ونحن نهدف من ورائها إلى إعادة إحياء بعض القطاعات، لا سيما القطاع الصحي.
وشنت إسرائيل عدوانا على قطاع غزة استمر 471 يوما منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وراح ضحيته أكثر من 46 ألف شهيد وعشرات الآلاف من المصابين والمفقودين تحت ركام منازلهم، وإثر دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الشهر الجاري بدأ دخول المساعدات الإغاثية إلى القطاع بعد أن كانت شبه متوقفة.
وبيّن أبو حسنة أن الأونروا -عقب وقف إطلاق النار- استطاعت إيصال المساعدات الغذائية إلى أكثر من مليون فلسطيني، وأصبحت المستشفيات تعمل حاليا بأقصى طاقتها، وتستقبل عيادات الأونروا نحو 20 ألف مريض يوميا، ويعمل موظفونا حاليا بطاقة مضاعفة، ويبلغ عددهم في غزة 13 ألف موظف، بالإضافة إلى 10 آلاف من أصحاب العقود.