بالمقارنة، شهدت تويتر نموًا مزدوجًا على أساس سنوي بما في ذلك نمو بنسبة 33.8% في الربع الثاني من عام 2022، قبل أن يستحوذ الملياردير الأمريكي ذو الأصول الكندية، إيلون ماسك، على شركة منصات التواصل الاجتماعي مقابل 44 مليار دولار في أكتوبر 2022.
وقالت الصحيفة: “بعد استحواذ ماسك على تويتر، والتي غيرها إلى منصة إكس، أصبح نمو مستخدمي المنصة يعاني من مشكلات”.
“إكس” تعاني من النمو البطيء
غادر العديد من المستخدمين المنصة بسبب مخاوف بشأن خطاب الكراهية منذ استحواذ ماسك عليها.
وقد أدى ذلك، إلى جانب معركة ماسك مع كبار المعلنين بما في ذلك وول مارت وديزني إلى انخفاض قيمة الشركة بنسبة هائلة منذ استحواذ ماسك عليها.
انخفاض قيمة شركة “إكس”
حسب البيانات التي صدرت في نوفمبر 2023، بلغت قيمة إكس 12.5مليار دولار. وقبل أشهر، قدرت مذكرة مسربة قيمة إكس بـ 19 مليار دولار – أو أقل من نصف ما دفعه مقابلها ماسك في عام 2022.
اقرأ أيضاً: ماسك يقرر دمج شركة الذكاء الاصطناعي (إكس إيه آي) مع منصة إكس
وقال المحللون إن إكس تتخلف عن منافسيها حيث انخفض عدد المستخدمين النشطين يوميًا على المنصة بنسبة 23٪ من أكتوبر 2022 إلى مارس.
أثار ذلك العديد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التدهور وكيفية مواجهته. فشركة “إكس”، التي كانت تعتبر سابقاً واحدة من أبرز الشركات في مجالها، تواجه الآن تحديات كبيرة في الحفاظ على مكانتها في السوق، بحسب الصحيفة.
قرارات “إيلون ماسك” المثيرة للجدل
منذ توليه منصب القيادة، اتخذ ماسك عدة قرارات إدارية أثارت جدلاً واسعاً بين موظفي الشركة والمساهمين. من بين هذه القرارات كانت تغييرات هيكلية جوهرية في الإدارة، وإعادة هيكلة فرق العمل، وتقليص عدد الموظفين. هذه الخطوات، التي كانت تهدف إلى تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف، أثرت سلباً على معنويات الموظفين وأدت إلى استقالات جماعية وتدهور في الأداء العام للشركة.
استثمارات “إكس” غير المدروسة
ومن بين الانتقادات التي وجهت لماسك كانت قراراته بالاستثمار في مشاريع جانبية غير مرتبطة بنشاط الشركة الرئيسي. هذه الاستثمارات لم تحقق العوائد المتوقعة، مما أثقل كاهل الشركة بأعباء مالية إضافية. هذه الخطوات أدت إلى تشتيت التركيز عن الأهداف الأساسية للشركة وأضعفت موقفها التنافسي في السوق.
اقرأ ايضاً: “إكس” مهددة بخسارة 75 مليون دولار نتيجة هروب المعلنين
تدهور التفاعل مع مستخدمي “إكس”
ليس هذا وحسب، حيث كان لعلاقة الشركة مع عملائها والمستهلكين نصيب من التدهور. شكاوى العملاء تزايدت بشأن جودة المنتجات والخدمات، وأصبحت الشركة تعاني من سمعة سيئة في التعامل مع المشاكل والشكاوى. هذا الانخفاض في مستوى الخدمة انعكس سلباً على ولاء العملاء وثقتهم في الشركة، مما أدى إلى خسارة حصة سوقية لصالح المنافسين.
تحديات تقنية وإدارية تهدد مستقبل “إكس”
رغم أن ماسك معروف برؤيته المستقبلية وابتكاراته التقنية، إلا أن شركة “إكس” واجهت تحديات تقنية كبيرة في الآونة الأخيرة. تأخر في إطلاق المنتجات الجديدة وتراجع في جودة المنتجات الحالية، بالإضافة إلى مشاكل في خطوط الإنتاج، كلها عوامل ساهمت في تراجع مكانة الشركة في السوق.
تواجه “إكس” تحديات كبيرة الآن تتطلب استراتيجيات واضحة ومستدامة للتعافي والنهوض. على ماسك وفريقه الإداري التركيز على إعادة بناء الثقة مع الموظفين والعملاء، وتحسين جودة المنتجات والخدمات، وإعادة توجيه الاستثمارات نحو المشاريع الأساسية التي تحقق العوائد المرجوة.
وبحسب رأي “فاينانشيال تايمز” فعلى الرغم من التحديات الحالية، فإن لدى شركة “إكس” إمكانيات كبيرة لاستعادة مكانتها الريادية في السوق. إلا أن ذلك يتطلب قيادة حكيمة وقرارات استراتيجية مدروسة لتحقيق النمو والاستقرار على المدى الطويل. ويبقى الأمل أن يتمكن إيلون ماسك من توظيف رؤيته المبتكرة في تحقيق هذا الهدف وإعادة الشركة إلى مسارها الصحيح.