تشهد الأوساط الفلكية والعلمية اهتمامًا متزايدًا بـ 3I/Atlas، وهو جرم سماوي بين النجوم يمر حاليًا بالغلاف الجوي للأرض، مما أثار تكهنات حول إمكانية كونه من صنع فضائي. هذا الاهتمام لم يقتصر على العلماء، بل امتد ليشمل مجموعات من الأشخاص الذين يدّعون أنهم مروا بتجارب مباشرة مع كائنات خارج الأرض، مما أثار نقاشًا واسعًا حول طبيعة هذا الجرم وأصوله المحتملة.

في لونغ آيلاند، نيويورك، تقيم كاثرين تشابي لقاءات افتراضية منتظمة مع مجموعة من هؤلاء الأشخاص، والمعروفين باسم “الأشخاص الذين مروا بتجارب”، حيث يتبادلون قصصهم حول المواجهات القريبة من النوع الثالث، والرؤى المتعلقة بالفضاء الخارجي، والتجارب الروحية المحتملة. وقد نمت هذه المجموعة بشكل ملحوظ، حيث يشارك فيها أفراد من دول مختلفة، بما في ذلك اليابان ونيوزيلندا.

الاهتمام المتزايد بـ 3I/Atlas وتأثيره على مجتمعات المهتمين بالحياة خارج الأرض

يرجع الاهتمام المتزايد بـ 3I/Atlas إلى عدة عوامل، بما في ذلك مساره غير المعتاد وتسارعه غير الجاذبي، بالإضافة إلى ظاهرة “الذيل العكسي” الذي يوجه نحو الشمس بدلاً من الابتعاد عنها، وهي خصائص غير نمطية للأجسام السماوية المعروفة. وقد دفع هذا عالم الفلك الشهير آفي لوب، من جامعة هارفارد، إلى طرح فرضية جريئة مفادها أن هذا الجرم قد يكون مسبارًا فضائيًا.

يتناقض هذا الرأي مع الموقف الرسمي لوكالة ناسا، التي تعتبر 3I/Atlas مذنبًا، بحجة أن خصائصه، بما في ذلك لونه وسرعته واتجاهه، تتفق مع ما هو متوقع من المذنبات. ومع ذلك، فإن الجدل العلمي حول هذا الجرم لا يزال مستمرًا، حيث يواصل العلماء جمع البيانات وتحليلها لفهم طبيعته بشكل أفضل.

بالتزامن مع هذا الجدل، تشهد المجتمعات المهتمة بالحياة خارج الأرض، مثل تلك التي تجمعها تشابي، دفعة قوية في الاهتمام والمشاركة. أشارت استطلاات الرأي إلى ارتفاع ملحوظ في الإيمان بوجود الأجسام الطائرة المجهولة (UFO) على مر السنين، حيث ارتفع من 20% في عام 1996 إلى 34% في عام 2022، وفقًا لنتائج استطلاع نشرته مجلة Newsweek.

قصص وتجارب “الأشخاص الذين مروا بتجارب”

تتنوع القصص التي يشاركها أعضاء المجموعة التي تديرها تشابي بشكل كبير. يعتقد كيفن، وسيط عقارات يبلغ من العمر 71 عامًا من فلوريدا، أنه على اتصال بكائنات فضائية منذ الطفولة، حيث زاره كائنان مجهولان وهما في الحمام عندما كان يبلغ من العمر 8 سنوات، ومن ثم قدم له هذان الكائنان مجلسًا مكونًا من ثمانية كائنات يعمل معها بشكل وثيق حتى اليوم. ويرى أن 3I/Atlas هو صخرة تخضع “لبرمجة الوعي”.

بينما تصف فندا، وهي عاملة طبية من كولورادو، نفسها بأنها “هجين بشري فضائي”، مشيرةً إلى أنها فتحت نفسها عن عمد للاتصال بالكائنات الفضائية في عام 2017، ثم نُقلت إلى كوكب أورانوس، حيث خضعت لفحص من قبل كائنين بشريين رماديي البشرة وعينين سوداوين، بهدف أن تصبح وسيطًا بين عالمين.

ويشارك نيك، وهو موظف في مجال تكنولوجيا المعلومات من شيكاغو، قصته حول استخدامه كـ “خنزير تجارب” من قبل كيانات خبيثة مختلفة على مر السنين. ويقول إن حضور الاجتماعات ساعده في التغلب على هذه التجارب السلبية، ويعتقد أن 3I/Atlas قد يستخدم “علم الأحياء العكسي” لتطوير علاجات لمرض الزهايمر أو باركنسون.

تري تيري، وهي متقاعدة من سياتل، أن 3I/Atlas هي مركبة فضائية، معتبرةً أنها ربما تكون قد صعدت على متن مركبات فضائية أخرى في الماضي، وهذا الجرم قد يكون أحدها.

أما ميل، وهي عاملة في مجال الصحة النفسية من كندا، فتقول إن السبب وراء تأخر 3I/Atlas في الكشف عن نفسه يكمن في أنه “يقوم بترقية وعينا بشكل تدريجي، لأنه لا يمكن تنزيل كل شيء مرة واحدة، لأن الناس ليسوا مستعدين، وأدمغتهم ستنفجر.”

الجدل العلمي والمواقف المتضاربة

بالرغم من الحماس الذي تبديه بعض المجتمعات، إلا أن هناك وجهات نظر متشككة في الأوساط العلمية. يدعو دينيس أندرسون، وهو باحث سابق في “مركز دراسة الأجسام الطائرة المجهولة”، إلى الحذر من المبالغات في تفسير الظواهر الفضائية. وقد قام بالتحقيق في ما يعرف بـ”أضواء آرثر كيل” التي شوهدت في عام 2001، والتي وصفها بأنها كانت عبارة عن أضواء برتقالية زاهية تشكلت في تشكيل على شكل حرف V فوق الممر المائي بين نيوجيرسي وستاتن آيلاند.

يعتقد أندرسون، بعد 63 عامًا من البحث في مجال الظواهر الجوية، أن 3I/Atlas هو مذنب، ويحذر من “الخبراء” الذين يدّعون معرفة تفاصيل حول “57 حضارة من الناس تأتي من هذا الكوكب”.

في المقابل، تؤكد تشابي أنها ليست قلقة من الشكوك، وأنها واثقة من أن وصول 3I/Atlas سيؤكد التجارب التي مرت بها هي والأشخاص الآخرين الذين مروا بتجارب مماثلة. وتقول بثقة أن الناس “سيدركون في غضون العامين المقبلين أننا لسنا وحدنا”، ولا يوجد “أي شيء نخشاه”.

من المتوقع أن يقترب 3I/Atlas من كوكب الأرض في الأشهر المقبلة، مما سيوفر للعلماء فرصة أفضل لجمع البيانات وتحليلها. ومع ذلك، لا تزال طبيعة هذا الجرم السماعي محل جدل، وسيتطلب الأمر مزيدًا من البحث والدراسة للوصول إلى استنتاجات قاطعة. الخطوة التالية ستكون تحليل البيانات التي سيجمعها التلسكوب الفضائي جيمس ويب، والتي قد تكشف عن معلومات جديدة حول تركيب 3I/Atlas ومكوناته.

شاركها.