4/8/2025–|آخر تحديث: 18:21 (توقيت مكة)
روى الجراح المصري أحمد حبيب، العائد من غزة، أصعب حالات واجهها خلال عمله، واحدة منها لطفل فلسطيني (14 عاما) أصيب بشظايا في كتفه، ما تسبب بنزيف حاد أفقده كامل دمه، ما اضطر إلى شق صدره باستخدام مطرقة للوصول إلى عضلة قلبه نظرا لعدم وجود منشار خاص.
وتحدث حبيب للجزيرة نت عن حالة أخرى لفتاة تُدعى “مادلين” أُصيبت بشظايا قذيفة أثناء عملها عبر الإنترنت في أحد المقاهي، وقال إن “القذائف لا تُوجَّه للمقاتلين، بل تستهدف المدنيين، وتحديدا من يسعون لكسب الرزق أو الحصول على مساعدات”.
كما ذكر قصة سيدة تُدعى صابرين الهوبي أصيبت برصاصة خلال توزيع المساعدات جنوب القطاع، موضحا أن الرصاصة استقرت في غشاء قلبها، ونُقلت إلى المستشفى على يد ابنها البالغ من العمر 19 عاما، لكنها وصلت بعد فوات الأوان.
وأكد حبيب أن طريقة توزيع المساعدات أصبحت فخاخا للموت، وقال إن المساعدات الإسرائيلية الأميركية مصممة بطريقة معينة، حيث يأتي المدنيون ويأخذون الفتات، ثم أثناء خروجهم تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بقنصهم برصاص حي أو قصفهم بقذائف انفجارية.
وأكد أن معظم الإصابات التي تعامل معها خلال تواجده في مستشفى شهداء الأقصى كانت ناجمة عن شظايا، خاصة بين القُصّر، بينما أصيب الباقون بطلقات نارية مباشرة.
وعن الوضع الطبي، أشار حبيب إلى أن شمال القطاع يعاني من انهيار شبه كامل، إذ خرجت مستشفيات كبرى مثل الإندونيسي والشفاء عن الخدمة بسبب الدمار، في حين تعمل بعض المستشفيات الصغيرة بشكل محدود جدا، دون وجود أي خدمات جراحية.
زيارات صعبة
وتحدث الدكتور حبيب عن زياراته الثلاث إلى غزة، موضحا أن الأولى كانت في يناير/كانون الثاني 2024، في أوائل الفرق الطبية التي دخلت، والثانية في ديسمبر من العام ذاته، قبل بدء الهدنة في 4 يناير/كانون الثاني 2025، بينما كانت زيارته الأخيرة في يوليو/تموز الماضي، وغادر القطاع قبل نحو 3 أسابيع.
وأوضح أن أساليب الاستهداف تغيرت من زيارة لأخرى، إذ تزامنت الأولى مع قصف جوي عنيف وانهيار مبانٍ فوق سكانها، ما أدى إلى كثرة حالات البتر والوفاة الفورية.
أما الزيارة الثانية، فشهدت مجاعة شديدة شمال القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي عبر محور نتساريم، في ظل غياب تام للخدمات الطبية، خاصة الإسعافية منها.
وقال حبيب إن الطواقم الطبية كانت تُستدعى يوميا أثناء توزيع المساعدات، لمواجهة أعداد كبيرة من الإصابات، تراوحت بين 200 و500 حالة في اليوم الواحد.
ووفق أحدث بيانات وزارة الصحة في قطاع غزة، بلغ عدد شهداء التجويع والحصار الإسرائيلي حتى 1 أغسطس/آب 2025 نحو 162 فلسطينيا، أغلبهم من الأطفال، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني في ظل غياب حلول عاجلة.
وخلّفت الإبادة، بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 60 ألفا و199 شهيدا، وأكثر من 150 ألف جريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.