صناعة الأزياء تشهد تطورات غير تقليدية، حيث ظهرت مجموعة ملابس جديدة في نيويورك مصنوعة من صوف الأغنام التي تُظهر تفضيلاً للذكور من نفس النوع. أطلق المصمم مايكل شميدت على مجموعته اسم “I Wool Survive”، بالتعاون مع منظمة Rainbow Wool وتطبيق Grindr للمواعدة، بهدف تسليط الضوء على حقوق الحيوان والمثليين. هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعاً حول دمج القضايا الاجتماعية في عالم الموضة.
صوف الأغنام “المثلي” يثير الجدل في عالم الموضة
عرضت المجموعة، التي تتكون من 36 قطعة، في مبنى ألتمان في مانهاتن في 13 نوفمبر. يركز التصميم على إعادة تصور الهوية المثلية من خلال الملابس، وسيتم بيع القطع في مزاد علني لدعم قضايا مجتمع الميم. يأتي هذا المشروع بعد اكتشاف أن نسبة تصل إلى 8٪ من الكباش قد تظهر ميولاً جنسية نحو الذكور، وفقاً لتقديرات علمية.
تعتبر ممارسة التخلص من الكباش التي ترفض التزاوج مع الإناث أمراً شائعاً في المزارع. يهدف شميدت من خلال هذا المشروع إلى إنقاذ هذه الكباش من الذبح المحتمل، وتحويل هذه الممارسة إلى قصة إيجابية. يصف شميدت عمله بأنه “مشروع فني” أكثر منه “موضة” بالمعنى التقليدي، مؤكداً أنه يهدف إلى بيع فكرة بدلاً من مجرد بيع الملابس.
أبعاد حقوق الحيوان والمثليين
يرى شميدت أن هذه المجموعة تسلط الضوء على أن المثلية الجنسية ليست مجرد حالة بشرية، بل هي جزء من الطبيعة. يؤكد هذا الرأي على فكرة أن الميول الجنسية ليست خياراً، بل هي سمة فطرية. من جانبه، أضاف تريستان بينيرو، نائب الرئيس الأول للتسويق والعلامات التجارية في Grindr، أنه “لا يمكن القول إن الأغنام قد فسدت بسبب الثقافة المستنيرة”.
تأسست منظمة Rainbow Wool على يد مايكل شتوكه، وهي منظمة غير ربحية تركز بشكل كامل على صوف الأغنام المثلية وإنقاذ الأغنام التي لا تتزاوج. تعتبر هذه المبادرة بمثابة دعم لحقوق الحيوان، وتقديم بديل أخلاقي لممارسات الزراعة التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، تسعى المنظمة إلى تعزيز التوعية بقضايا مجتمع الميم.
تتضمن المجموعة مجموعة متنوعة من الملابس، مثل البولو والقصيرة والعباءات، وكل قطعة مصممة لتعكس وتجسد الهوية المثلية. يقول بينيرو إن هذا التعاون هو أيضاً “استعارة لكيفية معاملة المثليين في جميع أنحاء العالم”، مشيراً إلى أنهم غالباً ما يتم نبذهم بسبب اختلافاتهم، ولكنهم يزدهرون من خلال المجتمع.
تعتبر هذه الخطوة جزءاً من اتجاه متزايد نحو دمج القضايا الاجتماعية والسياسية في صناعة الأزياء. يهدف المصممون والشركات إلى استخدام منصاتهم للتعبير عن آرائهم، ودعم القضايا التي يؤمنون بها. هذا التوجه يثير نقاشاً حول دور الموضة في المجتمع، وما إذا كان ينبغي أن تكون مجرد وسيلة للتعبير عن الذوق الشخصي، أم أنها يمكن أن تكون أداة للتغيير الاجتماعي.
تتجه الأنظار الآن نحو المزاد العلني الذي سيقام لبيع قطع المجموعة، لمعرفة المبلغ الذي سيتم جمعه لدعم قضايا مجتمع الميم. من المتوقع أن يثير المزاد المزيد من الجدل والنقاش حول هذه المبادرة الفريدة من نوعها. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الخطوة ستؤدي إلى تغييرات ملموسة في صناعة الأزياء، أو في طريقة تعامل المجتمع مع قضايا حقوق الحيوان والمثليين.
من الجدير بالملاحظة أن استخدام مصطلح “الأغنام المثلية” قد يكون مثيراً للجدل، حيث أن تطبيق المفاهيم البشرية على الحيوانات يمكن أن يكون مضللاً. ومع ذلك، فإن المشروع يسلط الضوء على قضية مهمة تتعلق بحقوق الحيوان، وضرورة إيجاد حلول أخلاقية لممارسات الزراعة التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المشروع يساهم في تعزيز التوعية بقضايا مجتمع الميم، وتحدي المفاهيم الخاطئة حول المثلية الجنسية.






