شهدت جامعة صنعاء، الأربعاء، مظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف الطلاب والأكاديميين والموظفين، رفضًا لما وصفوه بـ”الإبادة الجماعية” التي يواصلها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، واستنكارًا لاغتيال مراسل قناة “الجزيرة” أنس الشريف وزملائه.

المسيرة، التي جرت تحت شعار “مستمرون في إسناد غزة”، نُظمت بدعوة من رئاسة الجامعة الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين منذ عام 2014، وهي أكبر مؤسسة تعليمية في اليمن.

 ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية واليمنية، ورددوا هتافات منددة بسياسة الحصار والتجويع التي تفرضها إسرائيل على سكان القطاع، فيما حملت اللافتات رسائل تضامن مع الشعب الفلسطيني وإدانة لاستهداف الصحفيين.

وكان الجيش الإسرائيلي قد قصف، مساء الأحد، خيمة قرب مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل ستة صحفيين فلسطينيين، بينهم أنس الشريف ومحمد قريقع من قناة “الجزيرة”. وبذلك ارتفع عدد الصحفيين الذين قضوا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 إلى 238 صحفيًا، وفق إحصاءات مكتب الإعلام الحكومي في غزة.

وتضمنت المظاهرة لوحات ورسومًا تجسد الصحفي أنس الشريف، تعبيرًا عن التضامن مع عائلته وزملائه، فيما أكد بيان صادر عن منظمي الفعالية أن “استهداف العدو الصهيوني للصحفيين محاولة يائسة لطمس الحقيقة والتغطية على جرائمه الوحشية بحق المدنيين”. كما حذر البيان من “مخططات إسرائيلية لتوسيع العدوان على القطاع واستمرار الحصار بحق أكثر من مليوني إنسان”.

ويرى مراقبون أن تنظيم هذه المظاهرة في جامعة صنعاء يعكس حجم التفاعل الشعبي في اليمن مع القضية الفلسطينية، خاصة في ظل توتر إقليمي متصاعد ودعوات متزايدة من حركات وأحزاب يمنية لدعم المقاومة الفلسطينية سياسيًا وإعلاميًا.

وفي السياق، جاءت هذه الفعالية بالتزامن مع إعلان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أيال زامير، موافقته على “الفكرة المركزية” لخطة إعادة احتلال قطاع غزة، والتي تشمل تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق جديدة، من بينها حي الزيتون جنوب مدينة غزة. ويخشى محللون أن يؤدي تنفيذ هذه الخطة إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلًا في القطاع، وارتفاع أعداد الضحايا في صفوف المدنيين والصحفيين على حد سواء.

شاركها.