بقلم بيت شرودر
واشنطن (رويترز) – قال صندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء إن الأسواق العالمية أصبحت مرتاحة للغاية لمخاطر مثل الحروب التجارية والتوترات الجيوسياسية والعجز الحكومي المتزايد، والتي، إلى جانب الأصول المبالغ في تسعيرها بالفعل، تزيد من فرصة حدوث تصحيح “غير منظم” في السوق.
وفي تأكيد لتحذير صندوق النقد الدولي، أثارت تهديدات الرئيس دونالد ترامب المتجدد يوم الجمعة برفع التعريفات الجمركية على الصين مخاوف المستثمرين من تصحيح كبير في أسعار الأصول. وأثارت هذه التعليقات عمليات بيع مكثفة في الأسهم الأمريكية وأدت إلى تراجع عملة البيتكوين.
على الرغم من هذه التقلبات الأخيرة، كانت الأسواق مرنة في الأغلب منذ إبريل/نيسان، عندما أطلق ترامب حربه التجارية، مدعومة بتوقعات التيسير النقدي في أغلب الاقتصادات المتقدمة الكبرى. ومع ذلك، فإن هذا التفاؤل في السوق يخفي الضرر المحتمل الناجم عن التعريفات الجمركية وارتفاع الديون الحكومية. وحذر صندوق النقد الدولي من أن العلاقات الوثيقة بين البنوك والشركات المالية الأقل تنظيما يمكن أن تؤدي إلى تضخيم هذه المخاطر.
وكتبت الهيئة في تقريرها نصف السنوي عن الاستقرار المالي العالمي: “تحت السطح الهادئ، تتغير الأرض في عدة أجزاء من النظام المالي، مما يؤدي إلى ظهور نقاط ضعف”.
وكتبت “نماذج التقييم تشير إلى أن أسعار الأصول الخطرة أعلى بكثير من الأساسيات، مما يزيد من احتمال التصحيحات غير المنظمة عند حدوث صدمات سلبية”.
على الرغم من بعض البيانات الاقتصادية السلبية، فإن تقييمات الأسهم وائتمان الشركات “ممتدة إلى حد ما” حيث أن الحماس تجاه الأسهم ذات القيمة السوقية الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى التركيز التاريخي في سوق الأسهم. وقال صندوق النقد الدولي إن ذلك يخلق خطر حدوث “تصحيح مفاجئ وحاد” إذا فشلت العوائد المتوقعة في تبرير التقييمات المرتفعة.
أسعار الأصول تشير إلى منطقة فقاعات خطيرة
كما يسلط تحليل أسواق السندات السيادية الضوء على الضغوط المتزايدة الناجمة عن اتساع العجز المالي على أداء السوق. وقال صندوق النقد الدولي إنه في حين ظلت أسواق السندات مستقرة في معظمها حتى الآن، فإن القفزات المفاجئة في العائدات يمكن أن تضغط على ميزانيات البنوك وتضغط على الصناديق المفتوحة مثل صناديق الاستثمار المشتركة.
شهدت أسواق السندات الأمريكية عمليات بيع مكثفة الشهر الماضي مع تصاعد المخاوف بشأن الصحة المالية العالمية، على الرغم من أن الألم سرعان ما انعكس وارتفعت السندات بسبب البيانات الاقتصادية الضعيفة.
وأضاف صندوق النقد الدولي أن البنوك المركزية يجب أن تظل في حالة تأهب لمخاطر التضخم الناجمة عن التعريفات الجمركية وأن تتخذ موقفًا حذرًا بشأن التيسير النقدي لتقليل المزيد من الارتفاعات في تقييم الأصول ذات المخاطر العالية. وأضاف أن استقلال البنك المركزي “أمر بالغ الأهمية” لتثبيت توقعات السوق والسماح لتلك المؤسسات بالوفاء بتفويضاتها، دون الإشارة إلى مؤسسة محددة.