قال اقتصاديون أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي أصبح أحد أبرز صناديق الثروة السيادية في العالم، محققًا إشادات دولية واسعة النطاق، كان آخرها تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أبدى فيها رغبته في إنشاء صندوق أمريكي على غرار PIF، مما يجعله ملهما عالميا يشكل مستقبل الاقتصاد.
وبحسب الاقتصاديون، لم تأتِ هذه الإشادة من فراغ، فالصندوق السعودي، الذي يحتل موقعًا متقدمًا بين أكبر الصناديق السيادية عالميًا، نجح في تحقيق استثمارات استراتيجية ضخمة عززت مكانته الدولية.

وأوضح الاقتصاديون أن تقارير عالمية، مثل “بلومبرج” و”فاينانشال تايمز”، سلطت الضوء على دوره المحوري في الأسواق العالمية، إذ لم يقتصر تأثيره على السوق المحلية، بل امتد ليشمل استثمارات قوية في شركات عالمية مثل “تسلا”، و”أوبر”، و”بلاك روك”، و”سوفت بنك”، مما جعله لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد العالمي.

وقال الاقتصاديون: “يعود نجاح الصندوق إلى استراتيجياته الذكية التي ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية: دعم الاستثمارات في الطاقة المتجددة، التوسع في الأسواق الدولية، والاستحواذات الاستراتيجية في قطاعات التقنية والبنية التحتية، مما يعزز من تأثيره على الاقتصاد العالمي.

وتُظهر المؤشرات أن الصندوق السعودي لم يعد مجرد أداة استثمارية محلية، بل بات قوة اقتصادية عالمية يُنظر إليها كنموذج يحتذى به، حيث أسهم في تحويل المملكة إلى مركز استثماري عالمي قادر على المنافسة في قطاعات متعددة، مثل التكنولوجيا والطاقة النظيفة والترفيه.

ومع استمرار نموه بوتيرة متسارعة، يظل صندوق الاستثمارات العامة مثالًا حيًا على الرؤية الطموحة والاستراتيجيات الناجحة التي تعزز مكانة السعودية كلاعب رئيسي في الاقتصاد العالمي.

إشادات عالمية

قال الاقتصادي، د. آياس آل بارود، إن صندوق الاستثمارات العامة حصد العديد من الإشادات العالمية والاهتمام الدولي، كان آخرها تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما سبق ذلك تقارير المؤسسات العالمية.
وأضاف، أن صندوق الاستثمارات العامة، حظى بمتابعة وإشادة مستمرة من قبل المؤسسات المالية الكبرى مثل “بلومبرج”، و”فاينانشال تايمز”، التي تصف الصندوق بأنه قوة اقتصادية صاعدة في مجال الاستثمار العالمي.
وأشار إلى أن اليوم بعد أن تمكن صندوق الاستثمارات العامة، من بناء شراكات مع كبريات الشركات العالمية مثل: “تسلا”، و”أوبر”، و”بلاك روك”، و”سوفت بنك”، جعل الصندوق لاعبا رئيسيا في الاقتصاد العالمي، فيما يحتل مرتبة متقدمة بين أكبر الصناديق السيادية في العالم، مما يعكس قوته الاقتصادية ونمو أصوله بوتيرة متسارعة.

3 عوامل

ونوه بوجود 3 عوامل جعلت صندوق الاستثمارات العامة مؤثرا في الأسواق العالمية، أولها: دعم الاستثمارات في الطاقة المتجددة، مما أسهم في تحول السعودية إلى مركز عالمي للطاقة المستدامة من خلال مشروعات مثل: الهيدروجين الأخضر.
وأضاف أن العامل الثاني: التوسع في الأسواق الدولية، إذ يمتلك الصندوق استثمارات في أوروبا، والولايات المتحدة، وآسيا، مما عزز نفوذ صندوق الاستثمارات العامة في الاقتصاد العالمي.
وأشار إلى أن العامل الثالث: الاستحواذات الإستراتيجية في مجالات التقنية والبنية التحتية، مما يجعله لاعبا أساسيا في تشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي.

لاعب عالمي مؤثر

وقال المحلل الاقتصادي والمالي، د. حسين العطاس: إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نيته إنشاء صندوق ثروة سيادي أمريكي مستوحي من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، يعكس التأثير الكبير للصناديق السيادية في الاقتصاد العالمي.
وأضاف أن أهمية إنشاء صندوق ثروة سيادي أمريكي يكمن في تعزيز الاستثمارات الإستراتيجية، إذ تستخدم تلك الصناديق كأداة لتوجية الفوائض المالية إلى استثمارات طويلة الأجل تعزز النمو الاقتصادي وتحقق الاستقلال المالي للدولة، إضافة إلى منافسة الصناديق العالمية، وتقليل الاعتماد على الدين.
وأشار العطاس إلى أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يحظي باهتمام دولي، نتيجة النمو السريع والاستراتيجية القوية وتبنيه لإستراتيجيات استثمارية واضحة، إضافة إلى الاستثمار في قطاعات التكنولوجيا، والطاقة النظيفة، والترفيه، مما يعزز من تأثيره على المستوى الدولي.
وأفاد بأن من ضمن مميزات صندوق الاستثمارات العامة المرونة والاستقلالية، على عكس بعض الصناديق الأخرى التي تركز على الاستثمار في أصول تقليدية مثل السندات والعقارات، فيما يتجه الصندوق السيادي السعودي إلى الاستثمارات الجريئة والمبتكرة، ما يمنحه ميزة تنافسية.

استثمارات الصندوق

وقال المستشار الاقتصادي والقانوني هاني الجفري: إن الأسباب التي جعلت صندوق الاستثمارات العامة أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم وأكثرها تأثيرا، وجعلته مضرب مثل في جودة الاستثمارات: تصميم استثماراته.
وأوضح أن بعد أن حدد صندوق الاستثمارات العامة 13 قطاعا إستراتيجيا في السوق المحلية، اتجه إلى تسليط ضوء الاستثمارات على القطاعات الجديدة والناشئة بمكانة تؤهله لتحقيق نمو مستقبلي.
ولفت إلى أن ذلك يأتي من خلال تحفيز الابتكار واستدامته على كل المستويات وعمل الشراكات الدولية لدفع عجلة الاستثمار وتوفير ميزة متبادلة في النمو الاقتصادي، وتطوير القوى العاملة، وتبادل التكنولوجيا.
وأضاف أن صندوق الاستثمارات العامة يعد المحرك الاستثماري الذي يقود التحول في المملكة العربية السعودية والعالم، إذ أتاح العديد من الفرص خارج النطاق الحدودي في عدة من الصناعات والقطاعات التي تحقق نتائج فورية أو استثمارات ذات مردود طويل الأمد عزز دوره في الأسواق العالمية عبر استثماراته الضخمة والمتنوعة.
ونوه بأن بفضل رؤيته الاستراتيجية، أصبح صندوق الاستثمارات العامة، أحد أقوى صناديق الثروة السيادية، ما يجعل المملكة لاعبًا اقتصاديًا مؤثرًا على الساحة العالمية.

نتائج إيجابية

وقال الباحث في هندسة المشاريع حسن القرشي إن صندوق الاستثمارات العامة، أظهر نتائج إيجابية على عدة مستويات من أهمها دوره المحوري في إعادة تشكيل المشهد العمراني والعقاري في المملكة، عبر مشاريعه الضخمة التي تسهم في التنمية المستدامة، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز الاقتصاد الوطني، وبرز دوره في التنمية العمرانية والعقارية من خلال تطويره للمدن والمشاريع الضخمة وجذب الاستثمارات فيها.
وأضاف أن صندوق الاستثمارات العامة، عمل على تطوير مشاريع عقارية ضخمة أسهمت في تعزيز السياحة والإسكان الفاخر، ومنها (شركة روشن ومشروع القدية ومشروع البحر الأحمر)، فيما ركز الصندوق على التطوير الحضري المستدام من خلال دعم المشاريع التي تحافظ على البيئة وتستخدم تقنيات البناء الحديثة.
ويعد صندوق الاستثمارات العامة (PIF) الذراع الاستثماري الرئيسي للمملكة العربية السعودية وأحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، ويهدف إلى تعزيز الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط، والمساهمة في تحقيق رؤية السعودية 2030.

شاركها.