صفقة ليفربول الضخمة لضم الألماني فيرتس تظهر في ميزانية “باير”

حصلت “باير” (Bayer AG) هذا الصيف على دفعة غير متوقعة في الأرباح نتيجة انتقال نجم كرة القدم فلوريان فيرتس إلى نادي “ليفربول” مقابل 116 مليون جنيه إسترليني (154 مليون دولار).

عادةً، لا يُؤثّر امتلاك “باير” لفريق كرة القدم “باير 04 ليفركوزن” (Bayer 04 Leverkusen) كثيراً على نتائجها المالية. غير أن هذا الانتقال شكل نقطة مضيئة في أرباح الربع الثاني التي نُشرت يوم الأربعاء وسط التحديات التي تواجهها الشركة الألمانية العملاقة في أعمالها التقليدية.

قال المدير المالي، فولفغانغ نيكل، في مكالمة مع الصحفيين: “إذا أجرينا هذه الانتقالات، نحتاج إلى مقارنة القيمة الدفترية مع الأسعار التي نحصل عليها، وقد يؤدي ذلك إلى نتيجة استثنائية لعدة لاعبين”.

إفصاح يثير انتقاد المستثمرين والمحللين

 أدّى هذا الإفصاح المفاجئ إلى دفع أحد المستثمرين على الأقل للتساؤل عن سبب عدم ذكر “باير” للدعم الذي تلقّته من صفقة كرة القدم عندما نشرت نتائجها الأولية الأسبوع الماضي. إذ اكتفت الشركة بالقول إن القسم الذي يضمّ الأداء المالي لبرنامج كرة القدم -ضمن بند “التوافق المحاسبي”- سجّل “تحسناً ليصل إلى سالب 13 مليون يورو”.

اقرأ المزيد: عرض ليفربول لضم فيرتس بـ170 مليون دولار يسلط الضوء على قدرات “بوندسليغا” المحدودة

قال ماركوس مانس، مدير المحافظ في “يونيون إنفستمنت” (Union Investment) في فرانكفورت، إن هذا البيان أوحى بأن أداء “باير” قد تحسّن بشكل أكبر مما هو عليه في الواقع.

كتب مانس في رسالة إلكترونية: “لقد سجّلت باير هدفاً في مرماها” من خلال بيان الأسبوع الماضي. وأضاف: “لا ينبغي حدوث شيء من هذا القبيل في التواصل مع الأسواق المالية”.

أسهم “باير” تتراجع

تراجعت أسهم “باير” في فرانكفورت بنسبة 7.5%، وهو أكبر انخفاض خلال يوم واحد منذ نحو ثلاثة أشهر. وقالت الشركة إنها رفعت توقّعاتها لأرباح العام الجاري في بيان الأسبوع الماضي بسبب الطلب القوي على أدويتها.

أثار برنامج كرة القدم لدى “باير” الكثير من الفخر المؤسسي خلال العام الماضي عندما أصبح أول فريق على الإطلاق يُنهي موسم الدوري الألماني “البوندسليغا” من دون أي هزيمة. ونال فيرتس، لاعب خط الوسط الهجومي، لقب أفضل لاعب في الموسم.

وفي يونيو، انتقل فيرتس، البالغ من العمر 22 عاماً، من “باير ليفركوزن” إلى “ليفربول”، إذ سيساعد النادي ابتداءً من الشهر الجاري في الدفاع عن لقبه في الدوري الإنجليزي الممتاز.

في ليفركوزن، قدّمت “باير” نتائج متباينة، مشيرةً إلى الطلب القوي على أدوية جديدة لعلاج السرطان وأمراض الكلى، مقابل تباطؤ في مبيعات مبيد الأعشاب “راوند أب” (Roundup).

تحديات في أعمال “باير” الرئيسية

وتواجه الشركة تحديات كبيرة في وحدات أعمالها الثلاث، إذ تواجه وحدة الأدوية خسائر في براءات اختراع دواءين رئيسيين يُعتبران من أكثر منتجاتها مبيعاً. أما قسم علوم المحاصيل، فيغرق في دعاوى جماعية في الولايات المتحدة بسبب “راوند أب” ومادة ثنائي الفينيل متعدد الكلور الكيميائية السامة. في الوقت نفسه، يتباطأ النمو في وحدة الصحة الاستهلاكية، والتي قد تتأثر قريباً بشكل أكبر نتيجة الرسوم الجمركية التي ترفع التكاليف في الولايات المتحدة.

مع ذلك، تبقى هذه المشكلات بعيدة في العادة عن تقلّبات برنامج كرة القدم. وقد أكد قادة “باير” في السابق أنهم لا ينوون بيع الفريق الرياضي كوسيلة لتعزيز السيولة النقدية لصالح الأعمال الأساسية.

وأشار نيكل إلى أنّ فيرتس ليس اللاعب الوحيد الذي ساهم في هذه النتيجة، إذ دفع “ليفربول” أيضاً مقابل التعاقد مع المدافع النجم في “باير ليفركوزن” جيريمي فريمبونغ، على سبيل المثال.

وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها “باير” دفعة في الأرباح نتيجة خسارة موهبة كروية بارزة. ففي عام 2020، وقّع نادي “تشيلسي” مع نجم “باير ليفركوزن” السابق كاي هافيرتز.