محادثات إسطنبول: إيران والترويكا الأوروبية تتفقان على استمرار المشاورات
اختتمت اليوم جولة محادثات في إسطنبول بين إيران والترويكا الأوروبية، حيث أعلن نائب وزير خارجية إيران، كاظم غريب آبادي، أن المحادثات كانت جادة وصريحة، وتم خلالها توضيح المواقف المبدئية الإيرانية للأوروبيين. وأكد آبادي على الاتفاق مع القوى الأوروبية على استمرار المشاورات المستقبلية.
عرض أوروبي لتمديد العقوبات
قبل بدء المحادثات، أفاد دبلوماسيون غربيون بأن الدول الأوروبية الكبرى مستعدة لتقديم عرض لتمديد الموعد النهائي لإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران. ويركز العرض الأوروبي على إعادة تفعيل آلية الزناد، شرط موافقة طهران على استئناف المحادثات مع واشنطن والتعاون الكامل مع مفتشي الأمم المتحدة النوويين.
مصدر أوروبي كشف أن بلاده ستعمل على إعادة فرض كل العقوبات التي رُفعت عن إيران بعد اتفاق فيينا عام 2015 إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول مطلع سبتمبر. وتركز ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في محادثاتها بإسطنبول على إعادة تفعيل آلية الزناد.
الملف النووي وسلوك إيران الإقليمي
أكد الوفد الفرنسي أنه لن يتردد في طرح موضوعات أخرى غير الملف النووي خلال المحادثات، مثل سلوك إيران الإقليمي وبرنامجها الصاروخي، لكن الأولوية ستظل للملف النووي. وتواجه الدول الأوروبية الثلاث تحدياً في اتخاذ قرار بشأن تفعيل آلية “سناب باك”، التي تهدف إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة التي رُفعت بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.
كانت الدول الأوروبية قد حذرت من اللجوء إلى “سناب باك” إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في كبح البرنامج النووي الإيراني الذي شهد توسعاً كبيراً كرد فعل على انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق والعقوبات الأمريكية اللاحقة.
محادثات إيرانية مع روسيا والصين والولايات المتحدة
في سياق متصل، أجرت إيران محادثات مع روسيا والصين -الدولتين الموقعتين أيضاً على اتفاق 2015- في طهران هذا الأسبوع. ورغم عدم الكشف عن تفاصيل هذه المحادثات، فإنها تأتي ضمن جهود دبلوماسية مكثفة تسعى لحل القضايا العالقة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
كما أجرت طهران محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة بهدف التوصل إلى تفاهم حول القضايا الخلافية المستمرة بين الطرفين منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018.
تحليل وتوقعات مستقبلية
الموقف الأوروبي: يبدو أن الترويكا الأوروبية تسعى جاهدة للحفاظ على الاتفاق النووي لعام 2015 رغم التحديات المتزايدة. إن استعدادها لتقديم عرض تمديد العقوبات يعكس رغبتها في تجنب تصعيد الأزمة وإيجاد حلول دبلوماسية تعزز الاستقرار الإقليمي والدولي.
الموقف الإيراني: من جانبها، تُظهر طهران انفتاحاً نسبياً لاستمرار الحوار مع الأوروبيين لكنها تبقى حذرة بشأن تقديم تنازلات كبيرة دون ضمان مصالحها الوطنية والاقتصادية خاصةً فيما يتعلق بالعقوبات الأمريكية المفروضة عليها.
التوقعات المستقبلية: من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من الجولات الدبلوماسية المكثفة بين الأطراف المعنية بهدف الوصول إلى توافق يُرضي جميع الأطراف ويضمن عدم تصاعد التوتر مجدداً. يبقى الملف الإيراني محور اهتمام دولي يتطلب تعاوناً متعدد الأطراف لتحقيق الاستقرار المنشود.