وقّع بنك التصدير والاستيراد الصيني (China Eximbank) يوم الأربعاء عدّة اتفاقيات تعاون مع مؤسسات مالية دولية، إضافة إلى شركات محلية وأجنبية، وذلك خلال منتدى موازٍ عُقد على هامش المؤتمر السنوي لمنتدى (Financial Street) لعام 2025، في وقت يتزايد فيه تعميق التعاون المالي بين الدول الشريكة والمنظمات الدولية لدعم التعاون عالي الجودة في إطار مبادرة الحزام والطريق.

وقّع بنك التصدير والاستيراد الصيني اتفاقية تعاون مع البنك الوطني لجمهورية أوزبكستان للنشاط الاقتصادي الخارجي، وبموجب هذه الاتفاقية سيعمل الطرفان على إنشاء قنوات تعاون مباشرة وأكثر متانة، بهدف المساهمة المشتركة في تعزيز التعاون عالي الجودة ضمن مبادرة الحزام والطريق، وبناء مجتمع بمستقبل مشترك بين الصين وأوزبكستان.

كما وقّع البنك اتفاقية مع بنك التنمية الكازاخستاني تتعلق بشروط تمويل رئيسية لتسهيلات قرض بقيمة ملياري يوان (282 مليون دولار)، ووقّع أيضاً مذكرة تفاهم مع شركة “الطرق السريعة لجمهورية صربسكا” ذات المسؤولية المحدودة في مدينة بانيا لوكا.

وقال تشن هوايو، رئيس بنك التصدير والاستيراد الصيني، خلال المنتدى: “باعتبار البنك مشاركاً وشاهداً مهماً على التعاون عالي الجودة في إطار مبادرة الحزام والطريق، فإنه يؤدي دوره كمموّل رئيسي بكل فاعلية، مقدّماً مساهمات كبيرة في المبادرة. وحتى اليوم، تجاوز الرصيد القائم لقروض البنك المخصصة لمشاريع المبادرة تريليوني يوان، كما تجاوز البنك هدفه في توفير نافذة تمويلية بقيمة 350 مليار يوان”.

ومنذ إطلاق مبادرة الحزام والطريق عام 2013، أقامت الصين علاقات تعاون عالية الجودة ضمن المبادرة مع أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية.

وأشار البيان الصادر عن الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرون للحزب الشيوعي الصيني إلى ضرورة: “العمل على توسيع انفتاح الصين على العالم، وتعزيز التطوير الابتكاري للتجارة، وخلق مساحة أوسع للتعاون الاستثماري المتبادل، والسعي لتحقيق تعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق”.

وقد أصبحت المبادرة أكبر منصة عالمية للاستثمار والتعاون الدولي، إذ تساهم في الحد من الفقر، وتوفير فرص العمل، ودعم البنى التحتية المبتكرة. كما مكّنت المبادرة الدول النامية من الوصول إلى التقنيات المتقدمة ونماذج الأعمال الحديثة، مما ساعدها على بناء صناعاتها المحلية وتطويرها، وفقاً لما قالت ديلما روسيف، رئيسة بنك التنمية الجديد (NDB)، خلال المنتدى يوم الأربعاء.

وأضافت روسيف: “إن بنك التنمية الجديد في موقع مثالي ليكمّل المهمة الأساسية لمبادرة الحزام والطريق”. وأشارت إلى أن بنك التصدير والاستيراد الصيني يؤدي دوراً محورياً في تحقيق أهداف المبادرة، مؤكدة أن بنك التنمية الجديد يرحّب بتوسيع الشراكة معه لتعزيز الالتزام المشترك بالتنمية المستدامة والمتوازنة على المستويين الإقليمي والعالمي.

ومن جانبه، قال السفير المغربي لدى الصين عبد القادر الأنصاري، في تصريح لصحيفة غلوبال تايمز (Global Times) على هامش المنتدى، إن مبادرة الحزام والطريق مشروع عالمي بالغ الأهمية، لأنها تساعد الدول الإفريقية مثل المغرب على تطوير البنية التحتية وتعزيز الاتصال والترابط.

وأضاف الأنصاري: “بما أن المغرب من أوائل الدول التي وقّعت على المبادرة، فإننا نعمل مع أصدقائنا الصينيين لتنفيذ مشاريع تعود بالنفع على شعبينا واقتصادينا، وتُسهّل في الوقت ذاته حركة النقل والتجارة”.

وفي كلمة عبر الاتصال المرئي من كوالالمبور في ماليزيا، قالت ليم هوي ينغ، نائبة وزير المالية الماليزي، خلال الجلسة الفرعية في ماليزيا، إن التعاون ضمن مبادرة الحزام والطريق قد حقق نتائج ملموسة وواضحة خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية. وأضافت: “مع بقاء الصين شريكنا التجاري الأكبر، فقد أعادت مشاريع البنية التحتية تشكيل الاتصال والترابط في أنحاء بلادنا، وامتد تعاوننا إلى مجالات جديدة تشمل التمويل، والتكنولوجيا الرقمية، والابتكار الأخضر”.

يُعقد المؤتمر السنوي لمنتدى (Financial Street) لعام 2025 في شارع المال في بكين بمنطقة شيشنغ من يوم الاثنين حتى الخميس، تحت شعار: “التنمية المالية العالمية في عصر الابتكار والتحول وإعادة الهيكلة”.

وقد توسّع النطاق الدولي للمنتدى هذا العام بشكل أكبر، حيث يشارك فيه قادة من أهم المؤسسات المالية الدولية ومديرو كبار البنوك والشركات العالمية. كما تُعقد خمس منتديات فرعية خارجية – وهو أكبر عدد في تاريخ المنتدى – في كوالالمبور، نيويورك، منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، أبوظبي، ومدريد.

 

شاركها.