تناولت صحف ومواقع عالمية تطورات الأوضاع في غزة وأوكرانيا، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في مناطق أخرى حول العالم. وركزت التقارير على استمرار عمليات التدمير في قطاع غزة، والجهود الأوروبية لتعزيز الدفاع الذاتي، والتحديات التي تواجهها الهند في موازنة علاقاتها مع كل من واشنطن وموسكو. كما سلطت الضوء على تعزيز الصين لقدراتها العسكرية في بحر جنوب الصين المتنازع عليه. هذه التطورات تؤثر بشكل كبير على الأمن الإقليمي والدولي.
ورصدت صحيفة “لوموند” الفرنسية استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في تدمير البنية التحتية في قطاع غزة، حتى مع سريان اتفاق وقف إطلاق النار. ونشرت الصحيفة صورًا للأقمار الصناعية تظهر عمليات تسوية واسعة النطاق للأراضي في مدينتي رفح وخان يونس، بالإضافة إلى مناطق أخرى مثل مخيم البريج وحي الشجاعية. وأكدت الصحيفة أنها تحققت من هذه التقارير من خلال الصور الجوية وشهادات السكان المحليين.
الوضع في غزة: استمرار التدمير رغم اتفاق وقف إطلاق النار
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن وقف إطلاق النار لا يزال ساريًا من الناحية الرسمية، إلا أنه لم يمنع الغارات الجوية اليومية التي يشنها الجيش الإسرائيلي. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الغارات أسفرت عن قتلى في صفوف حماس ومدنيين، بمن فيهم أطفال. وتشير التقارير إلى أن المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن نزع سلاح حماس ونشر قوة دولية، تواجه صعوبات كبيرة بسبب الظروف الحالية على الأرض.
وتثير هذه التطورات تساؤلات حول مدى التزام الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار، واحتمالية استئناف القتال في المستقبل القريب. وتؤكد المنظمات الدولية على ضرورة حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
التحديات التي تواجه اتفاق وقف إطلاق النار
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قرب تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، لكن الظروف الحالية تجعل من الصعب توقع حدوث ذلك. وتشمل هذه التحديات استمرار العمليات العسكرية، وعدم وجود ضمانات كافية لسلامة القوات الدولية، ومعارضة بعض الفصائل الفلسطينية للاتفاق.
أوروبا وأوكرانيا: تعزيز القدرات الدفاعية الذاتية
في صحيفة “الغارديان” البريطانية، تساءل الكاتب تيموثي غارتون آش عن قدرة أوروبا على إنقاذ أوكرانيا من “بوتين وترامب”. وأكد الكاتب على أهمية استخدام الأصول الروسية المجمدة، وزيادة الإنتاج الدفاعي، وتعميق العلاقات الأوروبية لضمان مستقبل القارة. ويعتبر هذا التحليل جزءًا من نقاش أوسع حول مستقبل التعاون الأمني الأوروبي.
وشدد الكاتب على ضرورة تحمل الأوروبيين مسؤولية تمكين كييف من الصمود في وجه الهجوم الروسي، وما وصفه بـ”الخيانة الدبلوماسية” المحتملة من واشنطن. ويرى أن دفاع الأوروبيين عن أوكرانيا هو في الواقع دفاع عن أنفسهم أيضًا. وتشير هذه الدعوات إلى تحول محتمل في السياسة الخارجية الأوروبية، نحو مزيد من الاستقلالية والاعتماد على الذات.
من جانب آخر، تطرق موقع “ذا هيل” إلى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للهند، معتبرًا إياها اختبارًا حقيقيًا لنيودلهي في الموازنة بين علاقاتها مع واشنطن وموسكو. وتأتي هذه الزيارة في وقت تقود فيه الولايات المتحدة جهودًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وتثير هذه الزيارة تساؤلات حول مدى قدرة الهند على الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا، في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة. وتعتبر الهند شريكًا تجاريًا واقتصاديًا هامًا لكل من الولايات المتحدة وروسيا.
وفي سياق منفصل، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” نقلا عن مسؤولين أميركيين، أن إدارة ترامب نفذت 22 ضربة عسكرية ضد مهربي مخدرات مشتبه بهم في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، مما أسفر عن مقتل 87 شخصا. وتواجه الإدارة الأميركية تدقيقًا متزايدًا بشأن هذه العمليات، خاصة مع عدم العثور على ناجين في بعض الحوادث. وتشير هذه التقارير إلى تصاعد الجهود الأميركية لمكافحة تهريب المخدرات.
ورصدت مجلة “نيوزويك” عبر تحليل صور حديثة للأقمار الصناعية تعزيز الصين لسيطرتها على بحر جنوب الصين المتنازع عليه، من خلال دعم الجزر الاصطناعية بقدرات عسكرية جديدة وبنية تحتية دفاعية واستخبارية متطورة. ويعتبر هذا التطور تحديًا للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. وتشير هذه التطورات إلى استمرار التنافس بين الولايات المتحدة والصين في منطقة بحر جنوب الصين.
من المتوقع أن تستمر التوترات الجيوسياسية في التصاعد في الأسابيع والأشهر القادمة، مع استمرار الحرب في أوكرانيا، وتصاعد التوترات في غزة، والتنافس بين الولايات المتحدة والصين. وستراقب المنظمات الدولية والمراقبون عن كثب التطورات في هذه المناطق، وتقييم تأثيرها على الأمن العالمي. وستكون المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة، ومستقبل أوكرانيا، وبحر جنوب الصين، من بين القضايا الرئيسية التي ستشكل مستقبل النظام الدولي.






