تناولت صحف ومواقع عالمية بارزة التطورات الأخيرة المتعلقة بالسياسات الإسرائيلية في المنطقة، وتداعياتها المتصاعدة على الأمن الإقليمي والدولي. وأشارت التقارير إلى أن غياب رؤية سياسية واضحة المعالم يدفع إسرائيل نحو إدارة صراعات مستمرة، مع تزايد الانتقادات الأوروبية وتوتر الأوضاع في كل من قطاع غزة ولبنان. وتُركز التحليلات على المخاطر المحتملة لتصعيد أوسع نطاقاً، خاصةً في ظل هشاشة الهدنة الحالية.

ورأت العديد من المصادر الإعلامية أن إسرائيل تواجه تحديات متزامنة على عدة جبهات، بما في ذلك غزة ولبنان وسوريا، حيث لم يسفر وقف إطلاق النار عن استقرار حقيقي. ويُعزى ذلك إلى استمرار الخروقات والتوترات الميدانية، بالإضافة إلى غياب اتفاقيات شاملة ومستدامة تعالج الأسباب الجذرية للصراع. هذا الوضع ينذر بإدارة طويلة الأمد للصراع، مع خطر الانزلاق نحو مواجهة أوسع قد تشمل أطرافاً إقليمية ودولية أخرى.

مخاوف متزايدة بشأن السياسات الإسرائيلية

انتقدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية سياسات حكومة بنيامين نتنياهو الاستيطانية في الضفة الغربية، معتبرة أنها تقوض الجهود الأمريكية الرامية إلى تحقيق تسوية شاملة. وحذرت الصحيفة من أن تقنين البؤر الاستيطانية العشوائية في عمق الضفة الغربية يُعد إلغاءً للاتفاقات السابقة، ويشكل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار، خاصةً في منطقة جنين. وتشير هذه الانتقادات إلى انقسامات داخلية إسرائيلية حول أفضل طريقة للتعامل مع القضية الفلسطينية.

وفي سياق متصل، سلط موقع ذي إنترسبت الضوء على دور منظمات الضغط المؤيدة لإسرائيل في أوروبا، وعلى رأسها شبكة “إلينت”. وأشار الموقع إلى أن هذه الشبكات تعمل على مواجهة أي دعم للفلسطينيين، وتقويض المبادرات التي تهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة. ومع ذلك، يواجه هذا النوع من النشاط تحديات متزايدة مع تصاعد الغضب الشعبي الأوروبي من الحرب في غزة.

التوترات اللبنانية وتأثيرها الإقليمي

أما صحيفة واشنطن بوست فقد ركزت على المخاوف اللبنانية المتزايدة من تجدد الحرب الشاملة مع إسرائيل. وأشارت إلى هشاشة وقف إطلاق النار الحالي، وتكرار الخروقات على طول الحدود، مما يزيد من احتمالات التصعيد. وبينما تبذل بيروت جهوداً دبلوماسية لاحتواء الوضع، فإن استمرار الهجمات المتبادلة يبقي احتمالات الانفجار العسكري قائمة.

تداعيات الحرب في أوكرانيا

وفي ملف منفصل، تحدثت وول ستريت جورنال عن حزمة عقوبات أوروبية جديدة تستهدف قطاع النفط الروسي. وتهدف هذه العقوبات إلى تقليص قدرة موسكو على الالتفاف على القيود الغربية المفروضة عليها، وتقليل إيراداتها من بيع النفط. ومع ذلك، استبعدت الصحيفة أن تشكل هذه العقوبات ضربة قاصمة للاقتصاد الروسي، الذي أظهر قدرة على التكيف مع الضغوط الخارجية.

وحذرت مجلة إيكونوميست من تصاعد ظاهرة الطائرات المسيّرة المجهولة في الأجواء الأوروبية، مرجحة ضلوع روسيا في هذه العمليات. وأشارت إلى أن أوروبا بدأت البحث في خيارات إسقاط هذه المسيّرات، بعد أن اقتصرت الاستجابة الأولية على التشويش عليها. هذا التطور يثير مخاوف أمنية متزايدة في القارة.

وأشارت فورين أفيرز إلى أن الجيوش الغربية لم تستخلص بعد الدروس الكافية من الحرب في أوكرانيا، خاصةً في مجال الطائرات المسيّرة منخفضة الكلفة. وحذرت المجلة من وجود فجوة محتملة في القدرات العسكرية، قد تكون ذات عواقب وخيمة في حال مواجهة قوى كبرى مثل الصين.

من المتوقع أن تستمر المناقشات الدولية حول الأوضاع في غزة ولبنان خلال الأسابيع القادمة، مع التركيز على إيجاد حلول سياسية تمنع التصعيد وتضمن الأمن والاستقرار في المنطقة. كما من المرجح أن تشهد أوروبا مزيداً من الضغوط لتعزيز دفاعاتها الجوية، ومواجهة التهديد المتزايد من الطائرات المسيّرة. يبقى الوضع معقداً وغير مؤكد، ويتطلب مراقبة دقيقة وتنسيقاً فعالاً بين جميع الأطراف المعنية.

شاركها.