حذر الكاتب والصحفي البريطاني توماس فاسي من أن مصادرة الأصول الروسية المجمدة وتحويلها إلى تمويل عسكري لأوكرانيا من شأنه أن يقوض الثقة باليورو والمؤسسات المالية في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف الكاتب أن تجميد الأصول الروسية مسّ بمبدأ حياد احتياطيات البنوك المركزية، الذي كان لفترة طويلة “أحد المبادئ المقدسة” للنظام المالي الدولي.
وقال فاسي إن هذا الخطر “ليس نظريا، إذ بدأت البنوك المركزية حول العالم بالفعل بالتخلي عن العملات الغربية منذ تجميد الأصول عام 2022، ومصادرة هذه الأموال لن تسهم إلا في تسريع هذا التوجه”، مشيرا إلى أن اليورو، الذي يعدّ أصلا عملة احتياطية ثانوية بعد الدولار، قد يفقد مزيدا من مكانته إذا رأت الحكومات والمستثمرون أنه عرضة للأهواء والتقلبات السياسية، و ذلك بحسب مقال نشره موقع “UnHerd” البريطاني.
و قام الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع بتجميد احتياطيات سيادية روسية بقيمة 300 مليار دولار بعد بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ووصفت روسيا تجميد الأصول في أوروبا بالسرقة، مؤكدة أن هذه الخطوة ستزعزع الثقة بالنظام المالي الغربي.
و تقلقت كييف 9 مليارات يورو من عوائد هذه الأصول المجمدة منذ مطلع العام الجاري، بحسب ما أفاد به المتحدث باسم المفوضية الأوروبية في نهاية أغسطس الماضي.
وردا على هذه الإجراءات، فرضت روسيا قيودا مماثلة حيث يتم احتجاز أصول المستثمرين الأجانب من الدول “غير الصديقة” وعوائدها في حسابات خاصة من نوع С، ولا يمكن سحبها إلا بقرار من لجنة حكومية مختصة.