18/7/2025–|آخر تحديث: 12:51 (توقيت مكة)
ذكر صحفيان سوريان أن خطاب الرئيس أحمد الشرع الأخير شكّل رسالة مباشرة لإسرائيل مفادها فقدان الثقة الكاملة بها، وأن الضغط العسكري لن يُجبر دمشق على التنازل، خاصة في ظل المفاوضات غير المباشرة التي تجرى بين الطرفين.
وفي تصريحات لوكالة الأناضول التركية للأنباء، اعتبر الصحفيان، قتيبة ياسين وعلي عيد، أن الخطاب حمل لهجة حادة وغير مسبوقة تجاه إسرائيل، خصوصا مع استخدام الشرع لوصف “الكيان الإسرائيلي” في سياق إدانته للعدوان الواسع الذي نفذه الجيش الإسرائيلي الأربعاء على 4 محافظات سورية، من بينها دمشق.
واستهدف الهجوم الإسرائيلي مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي، ما أسفر عن سقوط 3 قتلى و34 جريحا بحسب وزارة الصحة السورية.
وفي وقت تحاول فيه إسرائيل فرض معادلة تفاوضية بالقوة، جاء خطاب الشرع ليؤكد -حسب ياسين- أن دمشق لم تعد ترى فائدة في التفاهم مع تل أبيب، قائلا: “الشرع أبلغ إسرائيل صراحة: لم أعد أثق بكم ولا بضمانات أميركا”.
ولفت ياسين إلى أن الخطاب تضمن تحذيرا واضحا من أن أي حرب مقبلة “ستشعل المنطقة كلها”، مذكرا بأن الشرع يتمتع بخبرة ميدانية طويلة تمتد 20 عاما.
الدروز في سوريا
كما أشار إلى أن الخطاب حمل بعدا داخليا مهما، تمثل في الرسائل التي وجّهها الشرع للدروز في السويداء، مؤكدا أن “سوريا لن تكون ساحة للتقسيم أو للفتنة”.
وعلّق ياسين بأن الرئيس السوري تحدّث بصيغة وطنية جامعة، بعيدا عن الاستجداء أو الخطاب الانفعالي، قائلا: “كان واضحاً ومباشراً… لم يكن يقرأ من ورقة”.
وفي السياق ذاته، أشار عيد إلى أن الخطاب بيّن وجود تباين جذري في مقاربة الطرفين لمسار التفاوض، قائلا: “الشرع رفض التفاوض تحت الضغط، وألمح إلى أن انسحاب القوات السورية المؤقت من السويداء كان تجنبا للدماء وليس ضعفا”.
واعتبر أن إسرائيل تسعى لإضعاف الدولة المركزية في سوريا من خلال تفجير الوضع الداخلي، خاصة في الجنوب.
البعد الإقليمي
كما أشار عيد إلى أن الخطاب لم يغفل البُعد الإقليمي، إذ أشاد الشرع بدور السعودية وتركيا في دعم سوريا، وخاصة في الملف الأمني، معتبرا أن ذلك يشكل مصدر إزعاج لإسرائيل.
ولفت إلى أن تل أبيب قد تحاول استغلال الخطاب لإثارة الاضطرابات في الجنوب، خاصة في السويداء، التي تشهد وضعا أمنيا معقدا.
وشهدت السويداء مؤخرا مواجهات بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى بدوية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة نحو 100، بحسب وكالة “سانا”، قبل أن تتدخل القوات الحكومية لإنهاء التوتر الأمني.
واختتم ياسين بالقول: “خطاب الشرع فتح صفحة جديدة… السوريون اليوم يخوضون معركة وجود، والالتفاف الشعبي حول القيادة يتزايد”.