حذّر مسؤولون طبيون في قطاع غزة من تدهور حاد في الأوضاع الصحية والإنسانية للمدنيين النازحين، مع استمرار المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة وتسبب في غرق آلاف الخيام في مياه الأمطار. وتأتي هذه التحذيرات وسط مخاوف متزايدة من انتشار الأمراض ووفيات بين الفئات الأكثر ضعفاً، خاصة الأطفال وكبار السن، نتيجة البرد والرطوبة الشديدين.
أفادت وزارة الصحة بغزة، يوم الخميس، بوجود حالات وفاة محتملة مرتبطة بانخفاض درجات الحرارة وتدهور الظروف المعيشية. كما تلقى جهاز الدفاع المدني أكثر من 2500 طلب مساعدة خلال الـ 24 ساعة الماضية من نازحين تضررت منازلهم أو غرقت خيامهم بسبب الأمطار الغزيرة.
تأثير المنخفض الجوي على النازحين في غزة
يشهد قطاع غزة منذ فجر الأربعاء تدهوراً في الأحوال الجوية، مع أمطار غزيرة مصحوبة برياح قوية. وقد أدت هذه الظروف إلى غرق عدد كبير من الخيام التي تؤوي النازحين، مما سبب لهم معاناة إضافية. تتفاقم المشكلة بسبب الاكتظاظ السكاني في مراكز الإيواء وعدم توفر الاحتياجات الأساسية.
تدهور الأوضاع الصحية
أكد مدير عام وزارة الصحة بقطاع غزة، منير البرش، أن الوضع الصحي يتدهور بشكل سريع، خاصة مع نقص الأدوية والمستلزمات الطبية. وشدد على أن انخفاض درجات الحرارة والرطوبة العالية تزيد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي وأمراض الجهاز التنفسي، خاصة بين الأطفال وكبار السن والمرضى.
وأضاف البرش أن عشرات الآلاف من السكان يعانون من ضعف المناعة بسبب سوء التغذية والحرمان من الرعاية الصحية، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والوفاة. وقد انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر وفاة رضيعة في خان يونس نتيجة البرد، الأمر الذي أثار موجة من الغضب والتعاطف.
الخيام المتضررة والبنية التحتية المهترئة
تشير تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إلى أن حوالي 93% من الخيام في القطاع غير صالحة للإقامة، حيث تضررت بسبب القصف أو عوامل الطقس. هذا النقص الحاد في المأوى يترك آلاف العائلات في وضع لا يطاق، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. بالإضافة إلى ذلك، يعاني قطاع غزة من تدهور حاد في البنية التحتية، بما في ذلك شبكات الصرف الصحي والمياه، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض.
وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن الوضع الإنساني في غزة كارثي، حيث يعتمد أكثر من مليون شخص على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. لكن القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول شاحنات المساعدات تعيق جهود الإغاثة وتزيد من معاناة السكان.
القيود على المساعدات وتداعياتها الإنسانية
على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي، إلا أن الواقع المعيشي في غزة لم يشهد تحسناً يذكر. تستمر القيود الإسرائيلية على حركة الأفراد والبضائع، مما يعيق وصول المساعدات الإنسانية الضرورية إلى المحتاجين. تؤكد المنظمات الدولية أن هذه القيود تشكل انتهاكاً للبروتوكول الإنساني للاتفاق.
يجد العاملون في المجال الإنساني صعوبة بالغة في توزيع المساعدات على النازحين، حيث تعيق الطرق المدمرة والظروف الجوية السيئة جهودهم. ويشكو السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء والوقود، مما يزيد من معاناتهم. الوضع يتطلب تدخلًا عاجلاً من المجتمع الدولي لرفع القيود المفروضة على غزة وتوفير المساعدات الضرورية للسكان.
وفقاً لتقارير حديثة، فإن الوضع المعيشي في قطاع غزة يتدهور بشكل مستمر، مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة. تعتبر أزمة الخيام مجرد جانب واحد من جوانب الأزمة الإنسانية الشاملة التي تواجه القطاع. ويؤثر هذا الوضع سلبًا على كافة مناحي الحياة، بما في ذلك التعليم والصحة والخدمات الأساسية.
وفي خضم هذه الظروف القاهرة، تظهر تحديات جديدة مع استمرار المنخفض الجوي وتوقع استمراره حتى مساء الجمعة. تستدعي هذه التطورات تحركاً سريعاً من الجهات المعنية لتقديم المساعدة الطارئة للنازحين وحمايتهم من المخاطر الصحية والإنسانية المتزايدة. من الضروري أيضاً معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، بما في ذلك القيود المفروضة على غزة والحاجة إلى حل سياسي شامل.






