ارتفعت صادرات مصر من السيارات ومكوناتها، إلى 891 مليون دولار في 9 أشهر بنمو سنوي 9%، بدعم تعافي الصناعة وتوجه الشركات العالمية لتجميع طرزها محلياً بعد الحوافز الحكومية الأخيرة، وذلك بحسب شريف الصياد، رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية في مقابلة مع “الشرق”.

قبل نحو 3 أشهر أطلقت الحكومة المصرية الاستراتيجية الوطنية لدعم صناعة السيارات، والتي تهدف لزيادة نسبة المكون المحلي في المركبات المنتجة محلياً، بما يعزز فرص التصدير ويوفر آلاف فرص العمل.

تسعى مصر لمضاعفة الإنتاج المحلي من السيارات ليصل إلى 260 ألف وحدة سنوياً بحلول عام 2026، مقارنة بنحو 95 ألف سيارة حالياً. كما تتطلع إلى تجاوز حاجز 400 ألف سيارة سنوياً بحلول عام 2030، مع تخصيص 25% من هذا الإنتاج للتصدير، وهو ما قد يدر على البلاد ما يقارب 4 مليارات دولار من العملة الصعبة سنوياً.

طالع أيضاً: مصر تطمح لمضاعفة إنتاج السيارات محلياً إلى 260 ألف سيارة بحلول 2026

صادرات السيارات تكسر حاجز المليار دولار

توقع الصياد أن تتجاوز صادرات مصر من السيارات مليار دولار بنهاية العام، مشيراً إلى أن هذا النمو يعكس تعافي قطاع السيارات بعد سنوات من التراجع، بدعم من اتجاه عدد متزايد من الشركات لتجميع طرزها محلياً في ظل القرارات الحكومية الجديدة الهادفة إلى تعزيز التصنيع المحلي وزيادة المكون الصناعي في السيارات المنتجة داخل البلاد.

يستهدف البرنامج الوطني رفع نسبة القيمة المضافة المحلية إلى 60% وزيادة المكون الصناعي المحلي إلى أكثر من 35%، مع الوصول بإنتاج السيارات إلى 100 ألف وحدة سنوياً. وتشترط الاستراتيجية حداً أدنى للإنتاج يبلغ 10 آلاف سيارة سنوياً لكل مصنع، و5 آلاف وحدة للموديل الواحد، على أن تبدأ نسبة المكون المحلي من 20% وتصل تدريجياً إلى 35%. مع منح حوافز إضافية تصل إلى 5 آلاف جنيه لكل زيادة بنسبة 1% في المكون الصناعي المحلي تتجاوز مستوى 35%.

تُعتبر صادرات السيارات ومكوناتها من أبرز بنود الصناعات الهندسية التي يسعى المجلس التصديري للصناعات الهندسية إلى تعزيزها، في إطار خطة لرفع إجمالي صادرات القطاع بنحو 32% لتصل إلى 7 مليارات دولار بنهاية عام 2025، مقابل 5.3 مليار دولار العام الماضي، مدفوعاً بانتعاش قطاع السيارات واتجاه الشركات إلى تجميع طرزها محلياً.

طالع أيضاً: شركات مصرية تضخ 5.6 مليار جنيه في الصناعات المغذية للسيارات حتى 2026

تعافٍ قوي بعد أزمة حادة

عانت سوق السيارات في مصر خلال السنوات الأربع الماضية من أزمة حادة، وصفها تجار بأنها “الأسوأ على الإطلاق”، نتيجة النقص الكبير في المعروض، ووقف الاستيراد، إلى جانب ارتفاع الأسعار والتكاليف الإضافية على الطرز المتاحة بالأسواق.

قفزت مبيعات السيارات في مصر 81.7% بأول 8 أشهر من العام الجاري إلى 107.7 ألف سيارة، بحسب أحدث بيانات مجلس معلومات سوق السيارات “أميك”. لتتجاوز بذلك إجمالي مبيعات عام 2024 بأكمله والبالغة 102 ألف سيارة.

شاركها.