قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن بلاده ستزيد الاستثمارات والقروض لشركائها، بينما عرض خطة لتعزيز التكتل الأمني بقيادة الصين وروسيا، في خطوة تهدف إلى تعزيز نفوذ بكين العالمي.
أعلن شي أن الصين ستقدم هذا العام منحاً بقيمة ملياري يوان (275 مليون دولار) للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، إلى جانب إصدار قروض إضافية بقيمة 10 مليارات يوان لصالح اتحاد مصرفي مشترك على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وذلك خلال قمة المنظمة اليوم الإثنين.
الصين تدعو لتوسيع التعاون
أضاف شي أمام قادة العالم، بمن فيهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، المجتمعين في مدينة تيانجين الساحلية الصينية: “علينا أن نجعل كعكة التعاون أكبر، وأن نستفيد بالكامل من قدرات كل دولة، حتى نتمكن من الوفاء بمسؤوليتنا في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة”.
اقرأ أيضاً: منظمة شنغهاي للتعاون.. ما هي ومن أعضاؤها؟
يُعد هذا الحدث واحداً من أبرز القمم الدبلوماسية في عهد شي المستمر لأكثر من عقد، ويجمع أقرب حلفائه الدوليين. كما يأتي في وقت يشهد تصاعداً في التوترات العالمية، إذ تعطل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب تدفقات التجارة الدولية وتستعر الحروب الإقليمية.
ومن دون تسمية أي دولة، دعا شي المجموعة إلى “مناهضة عقلية الحرب الباردة، والمواجهة بين التكتلات وممارسات التنمر”، في إشارة ضمنية إلى ما تعتبره بكين أساليب الضغط الأميركية في حربها التجارية.
كما أعلن شي عن خطط لتنفيذ 100 مشروع “صغير وجميل” لتحسين سبل العيش في الدول الأعضاء، وتوسيع فرص التعليم، بما في ذلك مضاعفة عدد المنح الدراسية المخصصة للمنظمة.
ويعكس حضور قادة عالميين مثل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف، وجود فرصة لتحقيق مزيد من التقدم. وتتيح القمة لبوتين فرصة لإجراء محادثات مباشرة مع شي ومودي بشأن نتائج لقائه مع ترمب في ألاسكا، وإمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في أوكرانيا.
علاقات الصين والهند
شهد الاجتماع الثنائي بين شي ومودي أمس تعهداً من الزعيمين بإعادة بناء العلاقات، إلى جانب الإعلان عن استئناف الرحلات الجوية المباشرة. وتُعد زيارة مودي هي الأولى إلى الصين منذ 7 سنوات، في وقت تواجه فيه كل من بكين ونيودلهي رسوماً جمركية مرتفعة من واشنطن.
اقرأ المزيد: قمة منظمة شنغهاي.. اختبار جديد للعلاقات الإقليمية بحضور مودي وشريف
في البداية، كان يُنظر إلى المنظمة في الغرب باعتبارها توازناً مقابلاً لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في الشرق، لكنها توسعت عبر ضم أعضاء جدد إما بعيدين عن تركيزها الأصلي في آسيا الوسطى، أو كما في حالة الهند وباكستان، غارقين في نزاعاتهم الخاصة.
منذ تأسيسها في 2001 على يد الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، تضاعف عدد أعضاء المنظمة تقريباً. مع إضافة الدول بصفة مراقبين وشركاء حوار مثل منغوليا والسعودية، يرتفع العدد إلى 26 دولة، مع وجود دول مثل ميانمار وتركيا تسعى للحصول على عضوية كاملة.