أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عن مقتل خمسة مسلحين في رفح، ووافقت عن آخر قال إنها تجاوزت “الخط الأصفر” شمال قطاع غزة. بالتزامن مع ذلك، أفادت مصادر طبية باستشهاد فلسطيني نتيجة إطلاق نار من قبل الاحتلال شرق خان يونس، وذلك في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي يعيشها قطاع غزة، وتصاعد المخاوف بشأن تأثير المنخفض الجوي الحالي على النازحين.

وذكرت مصادر طبية في مستشفى ناصر استشهاد فلسطيني في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس. كما أفاد مراسل الجزيرة باستمرار القصف في مناطق الشيخ ناصر وقيزان رشوان، مع تقارير عن إطلاق نار من طائرات مسيرة إسرائيلية أدى إلى استشهاد شخص آخر. وتأتي هذه الحوادث بينما تتواصل الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى حلول مستدامة للأزمة في قطاع غزة.

المنخفض الجوي يفاقم معاناة القطاع

إنسانيا، يواجه مئات الآلاف من النازحين في قطاع غزة ظروفا قاسية للغاية مع وصول منخفض جوي جديد. وقد أدى المنخفض إلى غرق العديد من الخيام التي تؤوي العائلات في مناطق غزة ورفح ودير البلح والزيتون، مما زاد من معاناتهم وتدهور أوضاعهم المعيشية. وتعد قضية النازحين من أبرز التحديات الإنسانية في القطاع.

ورصد مراسل الجزيرة غرق الخيام ومحتوياتها من فرش وبطانيات، وسط مناشدات عاجلة من الأهالي للمنظمات الدولية للتدخل وتقديم المساعدات الإيوائية. ويأتي هذا في وقت يمنع فيه الاحتلال إدخال الخيام والمواد الإنسانية الضرورية إلى القطاع، مما يعيق جهود الإغاثة ويضاعف من الأزمة.

وأكدت بلدية غزة أن طواقمها تعمل بكل ما لديها من إمكانيات للحد من آثار السيول، لكنها تواجه صعوبات كبيرة بسبب نقص المعدات والظروف الأمنية. وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن أكثر من 90% من الخيام القائمة باتت ممزقة وغير صالحة للسكن، محذرا من كارثة إنسانية وشيكة في حال استمرار الوضع على ما هو عليه. يتطلب التعامل مع هذه الكارثة جهودا مكثفة وتضافرية.

مئات آلاف النازحين بغزة يواجهون أوضاعا بالغة القسوة مع قدوم منخفض جوي جديد أغرق الخيام التي تؤوي العائلات (رويترز)

تداعيات المنخفض الجوي

تشمل التداعيات المباشرة للمنخفض الجوي انتشار الأمراض الشتوية بين النازحين، بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية. تعد المخيمات بيئة مثالية لتفشي الأوبئة. بالإضافة إلى ذلك، يتسبب غرق الخيام في خسارة الأهالي لممتلكاتهم القليلة المتبقية، مما يزيد من معاناتهم النفسية والمادية.

وفي سياق متصل، أكد الدفاع المدني في غزة انتشال رفات 14 شهيدا من تحت أنقاض منزل في مخيم المغازي. ورفعت وزارة الصحة في غزة حصيلة الشهداء منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 69 ألفا و775، بالإضافة إلى أكثر من 170 ألف جريح، مما يجعل هذه الحرب من أشد موجات الإبادة والدمار في تاريخ القطاع.

خروقات مستمرة لوقف إطلاق النار

اتهمت منظمات دولية إسرائيل بمواصلة خرق اتفاق وقف إطلاق النار، حيث ذكرت منظمة “الصوت اليهودي” الأميركية أن الاحتلال انتهك الهدنة 500 مرة خلال 44 يوما. وتشير هذه الاتهامات إلى عدم الالتزام الكامل بالاتفاق من قبل بعض الأطراف. وتعتبر هذه الخروقات تهديدا للاستقرار في المنطقة.

كما وثقت جهات حكومية وحقوقية في غزة عشرات الخروقات الأخرى، بما في ذلك القصف وإطلاق النار ونسف المباني داخل المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي. وتثير هذه الخروقات تساؤلات حول جدية الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة.

يتعين على المجتمع الدولي ممارسة ضغوط مكثفة على الأطراف المتنازعة للالتزام بوقف إطلاق النار بشكل كامل ودائم، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين. يشمل ذلك توفير الإيواء والغذاء والدواء والمياه النظيفة. الأزمة الإنسانية في غزة تتطلب استجابة فورية وفعالة.

من المتوقع أن تستمر الأمم المتحدة في جهودها الدبلوماسية لتعزيز وقف إطلاق النار، مع التركيز على ضرورة حماية المدنيين وتخفيف المعاناة الإنسانية. إلا أن نجاح هذه الجهود يعتمد على إرادة الأطراف المتنازعة والتزامها بالاتفاقات الدولية. سيظل الوضع في غزة محل مراقبة دقيقة من قبل المجتمع الدولي.

شاركها.