في مشهد يعكس عمق الأزمة التي تواجهها صناعة السيارات اليابانية، أعلنت نيسان عن تسريح أكثر من 10,000 موظف إضافي، مما يرفع العدد الإجمالي للوظائف التي تم إلغاؤها إلى نحو 20,000 وظيفة أي ما يعادل 15% من إجمالي قوتها العاملة العالمية.
خطوة كبيرة لكنها تبدو أشبه بمحاولة أخيرة لوقف النزيف المالي المتواصل.
خسائر ضخمة وتوقعات بالانهيار
تأتي هذه الأنباء، التي كشفت عنها قناة NHK اليابانية، قبيل يوم واحد فقط من إعلان أرباح الشركة السنوي، المقرر في 13 مايو.
ووفقًا لتوقعات نيسان، فإن السنة المالية المنتهية في مارس 2025 ستسجل خسارة صافية تبلغ 5 مليارات دولار وهي واحدة من أسوأ النتائج في تاريخ الشركة.
رغم أن نيسان سبق وأن أعلنت عن خفض الإنتاج بنسبة 20% وإغلاق عدة منشآت، إلا أن الخطوات السابقة لم تكن كافية لاحتواء التدهور.
فقد تأثرت نتائج عام 2024 بشدة بفعل:
- الرسوم الجمركية المتزايدة
- نفقات إعادة الهيكلة
- الرسوم المحاسبية لانخفاض القيمة
- تراجع حاد في المبيعات، خصوصًا في السوق الأمريكية
في مارس، زادت الضغوط بعد استقالة الرئيس التنفيذي ماكوتو أوشيدا، عقب فشل مفاوضات الاندماج المحتملة مع هوندا.
أما خليفته، إيفان إسبينوزا، فيرث قيادة في وقت حرج يتطلب إجراءات جذرية واستعادة ثقة الأسواق والمستهلكين.
وينتظر من الإدارة الجديدة إطلاق مجموعة من الطرازات الجديدة خلال العامين المقبلين، على أمل إنعاش المبيعات واستعادة جزء من الحصة السوقية المفقودة.
من جانبه، لم يفوت كارلوس غصن الرئيس السابق للهولدينغ رينو-نيسان، والمطلوب دوليًا بعد فراره من اليابان فرصة التعليق.
ففي مقابلة مع قناة BFM Business الفرنسية، وصف غصن وضع نيسان بأنه “حرج للغاية”، مشيرًا إلى أن الشركة فقدت بوصلتها الاستراتيجية بعد الإطاحة به.
نيسان، التي كانت يومًا ركيزة التحالف الفرنسي الياباني، تبدو اليوم كمن يُصارع للبقاء وسط رياح عنيفة من التحولات الصناعية والتجارية.