شهدت محافظة جنوب سيناء خلال الأسبوع الماضي موجة من التقلبات الجوية المصحوبة بأمطار غزيرة وعواصف رعدية، مما أدى إلى جريان سبع سيول في مختلف وديان خليج العقبة، بما في ذلك دهب ونويبع وطابا وسانت كاترين. وقد تعاملت السلطات المحلية بكفاءة مع هذه الأحداث، دون تسجيل أي خسائر في الأرواح أو الأضرار المادية.

تمكنت الأجهزة التنفيذية في جنوب سيناء من السيطرة الكاملة على آثار الأمطار الغزيرة والسيول، وذلك بفضل البنية التحتية المتينة لمشروعات الحماية من مخاطر السيول التي تم تنفيذها وفقًا لتخطيط دقيق لمسارات المياه، وبالتنسيق الوثيق مع جميع الجهات المعنية. وقد ساهمت هذه الإجراءات في حماية البنية التحتية والمناطق السكنية.

جهود مكثفة للتعامل مع أخطار السيول في جنوب سيناء

أكد مصدر مسؤول في إدارة المياه الجوفية بالمحافظة أن خطة استباقية تم وضعها للتعامل مع توقعات هطول الأمطار، بناءً على التنبيهات الصادرة من وزارة الموارد المائية والري. تضمنت الخطة رفع مستوى الاستعداد واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة خلال فترة العاصفة التي استمرت ليومين، في السادس والتاسع من ديسمبر الجاري.

وشملت الخطة تنسيقًا مستمرًا بين أجهزة وزارة الموارد المائية والري وغرف العمليات المركزية وجميع الجهات ذات الصلة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات اللواء خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، بالمتابعة الدقيقة والتوجيه على مدار الساعة. يهدف هذا التنسيق إلى الاستجابة السريعة لأي تطورات.

تأثير الأمطار وتوزيع السيول

أفاد المصدر أن العاصفة تسببت في هطول أمطار متفاوتة الغزارة على مدن خليج العقبة ومدينة أبو رديس بخليج السويس. وقد أدت هذه الأمطار إلى جريان سيول في بعض المناطق بشكل خاص، مثل أودية زغرة والغيب في نطاق مدينة دهب، وسيل في محمية أبو جالوم التابعة لمدينة نويبع. كما شهدت أودية المحاش وأم أحيا ومرجانة في مدينة طابا جريان سيول، بالإضافة إلى وادي فيران في أبو رديس.

لحسن الحظ، لم تتسبب هذه السيول في أي مشكلات كبيرة، أو انقطاع للطرق، أو تعطيل للحركة المرورية، أو أضرار بالاستثمارات القائمة في المناطق المتأثرة. يعزى ذلك إلى الاستعداد الجيد والتخطيط المسبق.

يُعزى نجاح جهود السيطرة على هذه العاصفة إلى جاهزية أجهزة الدولة، وعلى رأسها وزارة الموارد المائية والري ومحافظة جنوب سيناء وأجهزتها التنفيذية في المدن المختلفة. كما ساهم الاعتماد على خرائط الإنذار المبكر خلال موسم السيول، الذي يمتد من شهر سبتمبر حتى نهاية شهر مايو، في تعزيز الاستجابة الفعالة. بالإضافة إلى ذلك، لعب التنسيق الكامل بين مختلف الجهات دورًا حاسمًا في حماية المناطق المعرضة للخطر وضمان سلامة المواطنين والممتلكات.

استثمارات ضخمة في حماية جنوب سيناء من السيول

أشار المصدر إلى أن وزارة الموارد المائية والري قامت بتنفيذ ما يقرب من 550 منشأة بهدف الحماية من السيول وحصاد مياه الأمطار في محافظة جنوب سيناء. وتشمل هذه المنشآت سدودًا وبحيرات وقنوات صناعية وبرابخ وحواجز، باستثمارات إجمالية تجاوزت 4 مليارات جنيه مصري حتى الآن. تأتي هذه الاستثمارات في إطار خطة الدولة وتنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية لحماية المناطق المعرضة لمخاطر السيول.

تهدف هذه المشروعات أيضًا إلى تحقيق أقصى استفادة من كل قطرة مياه، من خلال الإدارة الرشيدة للموارد المائية. ومن المتوقع أن تنعكس هذه الجهود بشكل إيجابي على مشروعات توفير مياه الشرب والزراعة، وتحويل مياه الأمطار والسيول من خطر محتمل إلى مورد تنموي يدعم الاستقرار والتقدم في المحافظة. تعتبر إدارة المياه بشكل مستدام أمرًا بالغ الأهمية في هذه المنطقة.

تستمر الجهات المعنية في متابعة تطورات الأحوال الجوية وتقييم الأضرار المحتملة، مع التركيز على صيانة وتطوير البنية التحتية القائمة للحماية من السيول. من المتوقع أن يتم تقديم تقرير شامل عن الوضع إلى القيادة السياسية في أقرب وقت ممكن. سيتم النظر في أي إجراءات إضافية بناءً على نتائج هذا التقرير.

وفي الختام، تظهر جهود محافظة جنوب سيناء ووزارة الموارد المائية والري التزامًا قويًا بحماية المواطنين والبنية التحتية من مخاطر السيول. من المقرر إجراء مراجعة شاملة لخطة إدارة مخاطر السيول في المحافظة في الربع الأول من العام المقبل، مع الأخذ في الاعتبار التغيرات المناخية والتحديات المستقبلية. سيتم التركيز على تعزيز القدرات الاستباقية والاستجابة السريعة لضمان استدامة هذه الجهود.

شاركها.