احتفل مدنيون وعسكريون في ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بالسودان بعد أن استعاد الجيش السيطرة على المدينة من قوات الدعم السريع، مما يحتمل أن يكون نقطة تحول في حرب أهلية مدمرة مستمرة منذ ما يقرب من عامين.

كما عمت أفراح شعبية مدن وقرى السودان، وخرج الآلاف خاصة بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش جنوبا وشرقا وشمالا، ورددوا شعارات مثل “جيش واحد شعب واحد”.

وكان الجيش السوداني استعاد السيطرة أمس الأحد على وَد مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد.

وأوضح مصدر بالجيش أن استعادة السيطرة على هذه المدينة جاءت بعد معارك محتدمة مع قوات الدعم السريع حول مقرّ الفرقة الأولى في المدينة.

وسيكون لقدرة الجيش على استعادة السيطرة الكاملة على الولاية تأثير محوري في محاولاته لخنق خطوط إمدادات قوات الدعم السريع إلى الخرطوم والنصف الشرقي من البلاد الخاضع لسيطرة الجيش.

آلاف السودانيين خرجوا للاحتفال بانسحاب الدعم السريع من ود مدني (رويترز)

السيطرة على ود مدني

وقال جلال حرشاوي، الزميل في معهد “رويال يونايتد سيرفيسز” في لندن، إن “سيطرة الجيش السوداني على ود مدني تعزز معنوياته وتجعل وحدات كبيرة من قوات الدعم السريع معرضة لخطر الحصار في المنطقة”.

وأضاف أن هذا يتيح للقوات المسلحة السودانية أيضا تكثيف الضغط على الخرطوم قبل تحويل تركيزها غربا، محذرا في الوقت نفسه من أن قوات الدعم السريع قد تشن هجوما مضادا على مدينة الفاشر آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور بغرب البلاد.

بدوره، أعرب شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة الانتقالي نائب قائد الجيش عن فرحته بهذا النصر مشيرا إلى أن الجيش مستمر حتى “تطهير” جميع أنحاء البلاد، على حد تعبيره.

انسحاب الدعم السريع

وتأتي السيطرة السريعة نسبيا بعد أسابيع من تقدم الجيش في قرى مجاورة، وبعد أن تم تجهيزه في الأشهر القليلة الماضية بأسلحة جديدة ومجندين جدد في قوات متحالفة.

وقالت مصادر في الدعم السريع إن قواتها قررت الانسحاب بعد أن شعرت بضعف موقفها قبل السيطرة على المنطقة، وأضافوا أن ضربات جوية وتناقص مخزونات الذخيرة والإمدادات أنهك جنود قوات الدعم السريع.

وذكر شهود أنهم انسحبوا صوب الشمال تجاه بلدات أخرى في الولاية والخرطوم، وطاردهم الجيش بضربات جوية.

وقالت مصادر الدعم السريع إن من الممكن توقع نشوب معارك عنيفة مع محاولة الاحتفاظ بالسيطرة على الخرطوم التي حقق فيها الجيش أيضا مكاسب.

وأضافت مصادر الدعم السريع أن كثيرا من المقاتلين في القوة شبه العسكرية ينحدرون من جماعات مسلحة وقبلية من خارج ولاية الجزيرة وليس لديهم عزيمة كافية للقتال من أجل السيطرة على وسط البلاد.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

شاركها.