بدأت مدينة روما الإيطالية في اتخاذ خطوات لادارة تدفق السياح الهائل إلى معالمها السياحية الشهيرة. اعتبارًا من الأول من فبراير 2026، سيضطر الزوار إلى دفع رسوم رمزية قدرها 2 يورو للوصول إلى المنطقة المجاورة مباشرةً لـ نافورة تريفي، في خطوة تهدف إلى الحد من الازدحام وتعزيز السياحة المستدامة. هذا الإجراء يأتي في إطار جهود أوسع لمعالجة تحديات السياحة المفرطة في العاصمة الإيطالية.

سيظل الاستمتاع بجمال النافورة من الساحة المحيطة بها مجانيًا للجميع. ومع ذلك، فإن الوصول إلى الدرج والمنطقة المباشرة حول حوض الماء، حيث يلقي الزوار العملات المعدنية على سبيل التقاليد، سيخضع لهذه الرسوم الجديدة خلال ساعات معينة من اليوم.

لماذا تفرض روما رسومًا لزيارة نافورة تريفي؟

لطالما واجهت نافورة تريفي مشكلة الازدحام الشديد، خاصةً خلال مواسم الذروة السياحية. وقد أدى هذا إلى بعض المشكلات الأمنية، مثل انتشار النشالين، بالإضافة إلى تدهور حالة المعلم الأثري بسبب كثرة التدافع. تهدف هذه الرسوم إلى تنظيم حركة الزوار بشكل أفضل وحماية هذا الكنز الوطني.

في عام 2024، بدأت السلطات في روما في مناقشة تطبيق نظام التذاكر هذا كجزء من استراتيجية أوسع نطاقًا لإدارة السياحة. وأوضح أليساندرو أونوراتو، عضو مجلس المدينة المسؤول عن السياحة، أن الهدف ليس تحقيق إيرادات مالية، بل الحفاظ على جودة تجربة الزائرين ومنع السلوكيات غير اللائقة مثل تناول الطعام بالقرب من النافورة التي تستحق الاحترام.

تتوقع السلطات أن تولد هذه الرسوم الإضافية حوالي 6.5 مليون يورو سنويًا، والتي سيتم استخدامها في تحسين خدمات الزوار وتمويل مشاريع صيانة المعالم الثقافية في روما.

تفاصيل تطبيق الرسوم

بدأ تطبيق تجربة لتقييد الوصول إلى المنطقة المجاورة للنافورة في العام الماضي، وفرض مسارات دخول وخروج محددة. وأظهرت هذه التجربة نتائج إيجابية في إدارة الحشود. ابتداءً من شهر فبراير 2026، سيتم تطبيق الرسوم الجديدة من الساعة 9 صباحًا وحتى 9 مساءً.

في الفترة التي تلي حلول الظلام، سيكون الوصول إلى المنطقة المحيطة بالنافورة مجانيًا ومفتوحًا للجميع. سيتم شراء التذاكر عبر تطبيقات الهاتف المحمول والمواقع الإلكترونية المخصصة، بالإضافة إلى الفنادق والمؤسسات الأخرى التي قد تختار تقديمها.

سيكون سكان روما معفيين من دفع هذه الرسوم. كما لن يتم تطبيق رسوم جديدة قدرها 5 يورو على خمسة مواقع أخرى أقل شهرة في المدينة، بما في ذلك فيلا ماكسينتيوس على طريق أبيان.

خطوات مماثلة في إيطاليا

لا يعتبر فرض رسوم على الزوار في نافورة تريفي سابقة فريدة من نوعها في إيطاليا. فقد طبقت روما بالفعل نظام تذاكر مشابه في البانثيون، بينما اتخذت مدينة البندقية خطوة أكثر تعقيدًا بفرض “ضريبة المسافر النهاري” في محاولة للتخفيف من آثار السياحة الزائدة.

هذه الإجراءات تعكس اتجاهًا متزايدًا بين المدن الأوروبية الشهيرة التي تسعى جاهدة لتحقيق التوازن بين الاستفادة الاقتصادية من السياحة والحفاظ على جودة الحياة لسكانها المحليين.

من المتوقع أن تواصل السلطات في روما تقييم فعالية نظام التذاكر في نافورة تريفي، بالإضافة إلى آثاره على تدفق السياح والتجارب السياحية بشكل عام. سيراقب المراقبون عن كثب كيفية تأثير هذه الخطوة على السياحة في المدينة، وما إذا كانت ستشجع مدنًا أخرى على تبني تدابير مماثلة لإدارة تدفق الزوار إلى معالمها السياحية. الخطوة التالية ستكون دراسة تطبيق نظام مماثل في مواقع أخرى ذات شعبية عالية في روما.

شاركها.