شهد سوق البحر الأحمر السينمائي نموًا ملحوظًا في دورته الحالية ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، حيث أكدت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي أن السوق عزز مكانته كمنصة رئيسية لدعم صناعة الأفلام في المنطقة. وقد استقبل السوق هذا العام عددًا مضاعفًا من المشاركين مقارنة بالعام الماضي، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالإنتاج السينمائي في العالم العربي وأفريقيا وآسيا.

أفادت المؤسسة بأن السوق، الذي اختتم فعالياته مؤخرًا في جدة، استضاف 166 جهة عرض من خلال 90 جناحًا، وسلط الضوء على مشاريع سينمائية واعدة من مبدعين جدد وراسخين. ويهدف هذا النمو إلى ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كمركز إقليمي مزدهر لصناعة السينما، وجذب الاستثمارات، وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.

تطورات سوق البحر الأحمر وأثره على صناعة السينما

أشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، فيصل بالطيور، إلى أن السوق يشهد تطورًا مستمرًا، وأن الدعم المقدم للمشاريع السينمائية يساهم في إطلاق أعمال إبداعية ذات جودة عالية. ويعتبر هذا التوسع في عدد المشاركين والجهات العارضة مؤشرًا قويًا على الثقة التي يوليها العاملون في صناعة السينما للمنصة التي يوفرها المهرجان.

دعم المشاريع السينمائية

قدم صندوق البحر الأحمر دعمًا ماليًا وعينيًا لعشرة مشاريع فائزة، شملت جوائز للأعمال قيد التنفيذ، ومشاريع قيد التطوير، بالإضافة إلى مشاريع المسلسلات. هذا الدعم يغطي مراحل مختلفة من الإنتاج، بدءًا من تطوير الفكرة وصولًا إلى ما بعد الإنتاج، مما يضمن استمرارية المشاريع وتحقيقها لأهدافها.

بالإضافة إلى ذلك، قدم شركاء الجوائز الدوليون جوائز نقدية وعينية، مما يعزز من قيمة الدعم المقدم للمشاريع الفائزة. ويشمل هذا الدعم خدمات استشارية، وفرصًا للمشاركة في ورش عمل تدريبية، وتسهيل الوصول إلى شبكات التوزيع الدولية.

نخبة من المواهب الصاعدة

أكدت مدير عام مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، شيڤاني بانديا مالهوترا، أن الفائزين بجوائز السوق يمثلون نخبة من أبرز المواهب في العالم العربي وأفريقيا وآسيا. هؤلاء المبدعون يساهمون بشكل فعال في تشكيل مستقبل صناعة السينما في هذه المناطق، من خلال تقديم قصص مبتكرة ومعالجة قضايا مهمة.

وقد نجحت العديد من المشاريع التي حظيت بدعم سابق من سوق البحر الأحمر في الوصول إلى جمهور واسع، وحصدت جوائز وتقديرات في مختلف المهرجانات السينمائية الدولية. وهذا يؤكد على فعالية الدعم المقدم من السوق في تحويل الأفكار الإبداعية إلى أعمال سينمائية ناجحة.

تعتبر مبادرة “اللودج” و”معمل المسلسلات” من المكونات الرئيسية لدعم المشاريع السينمائية، حيث توفر بيئة عمل محفزة، وتقدم الدعم الفني والإبداعي اللازم للمشاركين. وتتيح هذه المبادرات للمبدئين التعلم من الخبراء، وتطوير مهاراتهم، وبناء شبكات علاقات مهنية قوية.

لا يقتصر دور سوق البحر الأحمر على دعم المشاريع السينمائية فحسب، بل يمتد ليشمل تطوير بيئة الإنتاج السينمائي بشكل عام. ويساهم السوق في تعزيز سلاسل التطوير وصناعة المحتوى، وتوفير فرص التعاون المشترك بين صُنّاع الأفلام من مختلف البلدان.

تعتبر هذه الجهود جزءًا من رؤية المملكة العربية السعودية لتنويع اقتصادها، وتعزيز مكانتها كمركز ثقافي وإبداعي على مستوى المنطقة. وتشمل هذه الرؤية الاستثمار في صناعة السينما، ودعم المواهب المحلية، وجذب الاستثمارات الأجنبية.

بالإضافة إلى الأفلام الروائية الطويلة، يركز سوق البحر الأحمر أيضًا على دعم إنتاج الأفلام الوثائقية والمسلسلات التلفزيونية، مما يعكس التنوع الذي تشهده صناعة السينما في المنطقة. ويعتبر هذا التوجه خطوة مهمة نحو بناء صناعة سينمائية متكاملة، تلبي احتياجات الجمهور المتنوع.

تتزايد أهمية دعم الأفلام القصيرة كمنصة لاكتشاف المواهب الشابة، وتقديم قصص جديدة ومبتكرة. وتشجع مؤسسة البحر الأحمر السينمائي على إنتاج الأفلام القصيرة، وتقدم الدعم اللازم للمخرجين الشباب لعرض أعمالهم في المهرجانات السينمائية الدولية.

من المتوقع أن تستمر مؤسسة البحر الأحمر السينمائي في تطوير سوق البحر الأحمر، وتعزيز دوره كمنصة رئيسية لدعم صناعة السينما في المنطقة. وستركز المؤسسة على زيادة عدد المشاركين، وتنويع مجالات الدعم، وتوسيع شبكات التعاون الدولي.

في المستقبل القريب، من المقرر الإعلان عن تفاصيل الدورة القادمة للمهرجان، بما في ذلك مواعيد تقديم المشاريع، ومعايير الاختيار، والجوائز المتاحة. ويترقب العاملون في صناعة السينما هذه الإعلانات، ويتطلعون إلى المشاركة في فعاليات المهرجان والاستفادة من الفرص التي يوفرها.

شاركها.