اتفقت مجموعة “سوفت بنك” اليابانية على شراء أسهم في شركة “إنتل” الأميركية بقيمة ملياري دولار، في صفقة مفاجئة تهدف إلى دعم اسم أميركي متعثر، بينما تعزز طموحاتها الخاصة في قطاع الرقائق.
ستدفع الشركة اليابانية 23 دولاراً للسهم، أي بخصم طفيف عن سعر إغلاق “إنتل” الأخير، لتنضم “إنتل” إلى محفظة استثماراتها التي تشمل ركائز الذكاء الاصطناعي مثل “إنفيديا” و”تايوان سيميكونداكتور مانيفاكتشرنغ”. قفزت أسهم “إنتل” بأكثر من 5% في التداولات اللاحقة للإغلاق، في حين تراجعت أسهم “سوفت بنك” بما يصل إلى 5% الثلاثاء في طوكيو.
رهان على مستقبل الرقائق والذكاء الاصطناعي
تمتلك “سوفت بنك” شركة “آرم هولدنغز”، وسعت لعقود لتصبح لاعباً محورياً في الذكاء الاصطناعي. وتزايدت الطموحات هذا العام مع الإعلان عن مشروع “ستارغيت”، وهو مبادرة بقيمة 500 مليار دولار بالتعاون مع “أوبن إيه آي” و”أوراكل” وصندوق “MGX” في أبوظبي لبناء مراكز بيانات أساسية في الولايات المتحدة. وقبل ذلك، كان مؤسسها ماسايوشي سون يحلم بمنافسة “إنفيديا” في تصميم الرقائق من خلال مشروع “إيزاناغي”.
خطوتها الأخيرة تعني أيضاً منحة ثقة كبيرة لشركة أميركية عريقة في صناعة الرقائق، تكافح من أجل البقاء في مجال الذكاء الاصطناعي.
“إنتل” ومحاولة العودة إلى الصدارة
تسعى “إنتل” لإثبات قدرتها على أن تكون رائدة تكنولوجياً مرة أخرى بعد أن تخلفت عن “تي إس إم سي” في تصنيع الرقائق بالتعاقد، وعن “إنفيديا” في تصميمها.
وكان الرئيس التنفيذي الجديد ليب بو تان قد اجتمع مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، ما ساعد على تمهيد الطريق لمناقشات حول سبل إنقاذ “إنتل”.
كانت الشركة التي تتخذ في “سانتا كلارا” مقراً لها قد أجرت محادثات مع إدارة ترمب بشأن صفقة قد تجعل الولايات المتحدة أكبر داعم لها، إذ ناقش مسؤولون إمكانية شراء حصة تبلغ نحو 10% في الشركة، بحسب ما أفادت “بلومبرغ” الإثنين.
توسع أميركي ورسائل سياسية
وسّعت “سوفت بنك” من وجودها في الولايات المتحدة، بما في ذلك صفقة حديثة لشراء مصنع السيارات الكهربائية التابع لمجموعة “فوكسكون” في أوهايو، وهي خطوة قد تسرّع إطلاق مشروع “ستارغيت”.
وفي إعلانها عن الاستثمار في “إنتل”، أشادت “سوفت بنك” بتاريخ الشركة الأميركية. وقال سون في بيان: “على مدى أكثر من 50 عاماً، كانت إنتل رائدة موثوقة في الابتكار. هذا الاستثمار الاستراتيجي يعكس قناعتنا بأن التصنيع المتقدم لأشباه الموصلات وإمداداتها، سيتوسع أكثر في الولايات المتحدة، مع لعب إنتل دوراً محورياً”.
قد يشكّل توقيت الإعلان دفعة للحكومة اليابانية التي تضغط على واشنطن لتنفيذ تعهدها بخفض الرسوم الجمركية على سياراتها مقابل إنشاء صندوق استثمار في الولايات المتحدة بقيمة 550 مليار دولار.
الرئيس التنفيذي لـ”إنتل” ليب بو تان، المخضرم في قطاع الرقائق والذي تولى المنصب هذا العام، سبق أن عمل مع سون لسنوات، وقضى فترة طويلة عضواً مستقلاً في مجلس إدارة “سوفت بنك” قبل أن يستقيل عام 2022. وقال تان: “أقدّر الثقة التي منحها لنا بهذا الاستثمار”.