تجري سوريا مفاوضات للحصول على منح بقيمة مليار دولار من البنك الدولي لتمويل عملية التنمية في البلاد، بحسب وزير المالية السوري محمد يسر برنية.

برنية كشف، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت، أنه أجرى مفاوضات مع البنك الدولي “للحصول على نحو مليار دولار على شكل منح للثلاث السنوات القادمة”.

جاء ذلك على خلفية اجتماع وزير المالية السوري مع أكيهيكو نيشيو نائب رئيس البنك الدولي لشؤون التمويل الإنمائي، حول مكونات المنح التي يمكن أن تحصل عليها سوريا في الفترة القادمة، والشروط المرتبطة بذلك.

علاقة سوريا بصندوق النقد والبنك الدوليين

وزير المالية السوري أكد، في مقابلة مع جهاد أزعور مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي على هامش اجتماعات مجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين في واشنطن الأسبوع الماضي، أن عملية إعادة البناء “ضخمة، وتحتاج لعشرات مليارات الدولارات”، مضيفاً: “لقد أسسنا صندوق التنمية السوري لتمويل مشاريع البنية التحتية وإعادة البناء، كما نحاول مع البنك الدولي إطلاق صندوق استئماني آخر للحصول على الدعم من المؤسسات”.

وزير المالية السوري: لن نمول أي مشروع لا يشارك فيه القطاع الخاص

كما ألمح في مقابته مع “الشرق” الأسبوع الماضي إلى أن “علاقتنا مع صندوق النقد الدولي ستأخذ الآن منحى جديداً من التعاون”، كاشفاً أن هناك تفاهمات لعقد أول مشاورات المادة الرابعة خلال ستة أشهر، وهي خطوة تمهد لعودة سوريا التدريجية إلى المؤسسات المالية الدولية بعد قطيعة دامت سنوات. وقال إن “هذا إنجاز كبير في إطار تطوير العلاقات”، وزاد: “خلال ستة أشهر سنقوم بإعداد أول تقرير في إطار المادة بعد سنوات طويلة، بما يوجه العلاقات نحو الانضباط والوضوح”.

سوريا تركز خلال الفترة الراهنة على التنمية الاقتصادية وتمويل جهود التنمية بعد سقوط نظام بشار الأسد، ورفع العقوبات التي اثقلت كاهل البلاد. كما استقطبت استثمارات خارجية بقيمة 28 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الماضية. وتطمح الحكومة لاستقطاب 100 مليار دولار في إطار مساعي إعادة الإعمار.

تعمل سوريا على تعميق التعاون مع المؤسسات التمويلية الدولية، وأشارت مديرة صندوق النقد الدولي أمس الجمعة إلى أن المؤسسة التمويلية “منخرطة بشكل كامل” مع سوريا، لافتة إلى أن فريق من الصندوق زار دمشق بالفعل لمناقشة مسألة تعزيز قدرة البنك المركزي على أداء المهام اللازمة، وليكون ركيزة للاستقرار من خلال ثقة شركاء سوريا.

وقالت “لقد حددنا برنامج عمل يتضمن تحديد احتياجات تنمية القدرات وتقديم الدعم لسوريا بشكل سريع”، مضيفة أن البنك الدولي “منخرط بقوة أيضاً في هذا الأمر، وقد عمل الفريقان معًا بشكل وثيق”.

تجدر الإشارة إلى أن البنك الدولي وافق في يونيو الماضي على منحة لسوريا بقيمة 146 مليون دولار لإعادة تأهيل خطوط النقل والمحطات الفرعية للمحولات الكهربائية. وجاء ذلك بعد أن قال البنك الدولي في مايو إن سوريا باتت مؤهلة للحصول على تمويلات جديدة بعد تسوية متأخرات مستحقة بقيمة 15.5 مليون دولار دفعتها السعودية وقطر.

شاركها.