احتفت مواقع التواصل السورية على نطاق واسع بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات المفروضة على بلدهم، واعتبروه خطوة كبيرة نحو بناء سوريا الجديدة.
وكان ترامب أعلن قرار رفع العقوبات عن سوريا -أمس الثلاثاء- خلال زيارته إلى العاصمة السعودية الرياض بطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ورأى وزير المالية السوري محمد يسر برنية أن قرار رفع العقوبات “يساعد سوريا في بناء مؤسساتها وتوفير الخدمات الأساسية للشعب”، كما يخلق “فرصا كبيرة لجذب الاستثمار وإعادة الثقة بمستقبل سوريا”.
وخرج السوريون -بعد إعلان ترامب- إلى الشوارع تعبيرا عن فرحتهم بقرب رفع العقوبات الأميركية التي بدأت منذ عام 1979، وتصاعدت بشكل كبير بعد الثورة السورية عام 2011.
وبقيت العقوبات الأميركية سارية رغم الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر العام الماضي، بعد أكثر من 13 عاما من الحرب.
وشكلت العقوبات المفروضة على سوريا تقييدا لقدرتها على التعافي الاقتصادي، خاصة أنها تضمن بنودا لمعاقبة كل من يتعامل مع سوريا.
فرحة عارمة
ووسط هذا المشهد، رصد برنامج “شبكات” -في حلقته بتاريخ (2025/5/14)- جانبا من تغريدات السوريين وفرحتهم بقرار رفع العقوبات الأميركية.
ومن بين تلك التعليقات، قالت ليا في تغريدتها: “مبروك للسوريين الذين وقفوا على طوابير الغاز ومحطات البنزين. مبروك للذين مات أحبابهم بسبب عدم وجود أدوية”.
وأضافت “مبروك للذين نام أولادهم وهم جوعى، والذين عاشوا سنين بالعتمة بدون كهرباء. مبروك للذين صبروا، وغير مبروك لتجار الأزمات”.
واعتبر عامر قرار رفع العقوبات الأميركية بمنزلة سقوط فعلي لنظام الأسد، وقال في هذا الإطار: “اليوم تحررت سوريا، اليوم تولد سوريا جديدة”، مضيفا “شكرا لجميع دول الخليج، والشكر الأكبر للمملكة العربية السعودية” لإعطائهم فرصة لإنقاذ سوريا.
وقال أحمد “فرحتنا اليوم لا توصف”، لكنه استدرك متسائلا “يا ريت نعرف شو شعور بشار الهارب هو وعائلته وهم عم يشوفوا سوريا تحتضنها جميع الدول”.
وأعرب عن أمله في رؤية فرحة السوريين بمحاكمة بشار وعائلته.
من جانبها، سلطت حلا صابوني الضوء على الواقع السوري والتحديات التي يواجهها الرئيس أحمد الشرع، وقالت إنه “استلم البلد على الأرض، وكل شوي بنطلو حدا بدو يعمل إقليم لحاله (تخرج أطراف تطالب بالانفصال)، وإسرائيل كل شوي تدخل لعنا (تتوغل في أراضينا) كأنه بيت أبوها بسوريا”.
وفي ظل هذا الوضع، تساءلت حلا “شو يعمل؟ طبعا يختار الأفضل للبلد، خلونا نقدر نبني شوي بهذا البلد”.
يشار إلى أن العقوبات تتضمن 8 أوامر تنفيذية رئاسية صدرت بدءا من عام 2004 وحتى عام 2019، ويمكن للرئيس ترامب إلغاؤها عمليا من دون الرجوع للكونغرس.
كما تتضمن أيضا عقوبات تشريعية أصدرها الكونغرس، مثل “قانون قيصر”، وهذه لا يحق للرئيس إلغاؤها إلا بالرجوع إلى الكونغرس.
وعلى هامش زيارته إلى السعودية، التقى ترامب الرئيس السوري بحضور ولي العهد السعودي وانضم لهم هاتفيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأوضح البيت الأبيض أن ترامب عرض على الشرع سلسلة من الإجراءات، منها التوقيع على اتفاقيات أبراهام لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ودعوة “جميع الإرهابيين الأجانب إلى مغادرة سوريا”.
وعرض ترامب أيضا ترحيل “الإرهابيين الفلسطينيين”، ومساعدة الولايات المتحدة على منع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية، وتولي مسؤولية مراكز احتجاز التنظيم في شمال شرق سوريا.