افتتحت عقود الذهب (GC=F) اليوم الاثنين عند 4,568 دولارًا أمريكيًا للأونصة التروا، بزيادة قدرها 0.3٪ عن سعر الإغلاق يوم الجمعة البالغ 4,552.70 دولارًا أمريكيًا. شهد سعر الذهب تراجعًا إلى ما دون 4,500 دولار بعد أن بلغ مستوى قياسيًا جديدًا في وقت مبكر من التداول. هذا التذبذب يأتي في ظل اهتمام متزايد بـسعر الذهب وتأثير العوامل الاقتصادية والجيوسياسية عليه.
تراجع سعر الذهب بعد مكاسب قوية
يعزو المحللون هذا التراجع إلى عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين، بالإضافة إلى التقارير الإيجابية حول تقدم محادثات السلام في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ارتفع سعر الذهب بشكل ملحوظ مدفوعًا بعدة عوامل مؤثرة طوال عام 2025. يشمل ذلك ضعف الدولار الأمريكي، وانخفاض أسعار الفائدة، وعدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي الواسع النطاق، مما أدى إلى زيادة الطلب من المؤسسات والمستثمرين الأفراد.
ارتفع سعر الذهب إلى ما فوق 4,500 دولار للأونصة التروا قبل عيد الميلاد، واقترب من 4,600 دولار صباح الاثنين. يشير هذا التراجع اللاحق إلى أن ذروة الارتفاع الأخير قد ولت. ومع ذلك، لا يزال الذهب يعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، مما يحافظ على جاذبيته الاستثمارية.
محادثات السلام الأوكرانية وتأثيرها
أفاد الرئيس ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتحقيق تقدم في محادثات السلام يوم الأحد. يُعتقد أن هذا التطور قد ساهم أيضًا في تقليل الطلب على الذهب، والذي عادة ما يزداد في ظل الصراعات الجيوسياسية. تعتبر الاستقرار السياسي عاملاً رئيسياً في تحديد أسعار المعادن الثمينة.
نظرة على أداء الذهب خلال الفترة الأخيرة
افتتاحية تداول عقود الذهب اليوم كانت أعلى بنسبة 0.3٪ من إغلاق يوم الجمعة. وفيما يلي نظرة على التغيرات في سعر الذهب مقارنة بالأسبوع الماضي والشهر الماضي والعام الماضي:
- الأسبوع الماضي: +4.5٪
- الشهر الماضي: +9.7٪
- العام الماضي: +74.5٪
يمثل مكسب الذهب على مدار العام الواحد أعلى مستوى له منذ النصف الثاني من عام 2025. هذا الأداء القوي يعكس الدور المتزايد للذهب في محافظ الاستثمار العالمية كتحوط ضد التضخم وتقلبات الأسواق.
العوامل المؤثرة في سعر الذهب
يتأثر سعر الذهب بعوامل متعددة تتعلق بالعرض والطلب. تشمل هذه العوامل الأحداث الجيوسياسية، واتجاهات شراء البنوك المركزية، ومعدلات التضخم، وأسعار الفائدة، وإنتاج التعدين. تتفاعل هذه العوامل بشكل معقد لتحديد قيمة الذهب في السوق.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التغيرات في قيمة الدولار الأمريكي لها تأثير كبير على سعر الذهب. عادةً ما يرتفع سعر الذهب عندما ينخفض الدولار، والعكس صحيح. يعتبر الذهب بديلاً استثمارياً للدولار، مما يجعله جذابًا للمستثمرين عندما يفقد الدولار قيمته. الاستثمار في الذهب يزداد شعبية كخيار لتنويع المحافظ.
يتم تداول الذهب بطرق مختلفة، مما يؤدي إلى وجود أسعار مختلفة. الأسعار الرئيسية التي يجب على المستثمرين معرفتها هي الأسعار الفورية وعقود الذهب الآجلة.
السعر الفوري للذهب هو السعر الحالي للسوق للأونصة الواحدة من الذهب الفعلي كمادة خام، ويُعرف أحيانًا بالذهب الفوري. عادةً ما تتبع صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب (ETFs) المدعومة بأصول ذهنية فعلية السعر الفوري للذهب. هذا السعر أقل من المبلغ الذي تدفعه لشراء عملات ذهبية أو سبائك أو مجوهرات، حيث أن السعر الإجمالي يتضمن علاوة ذهبية تغطي التكرير والتسويق والنفقات العامة للتاجر والأرباح.
عقود الذهب الآجلة هي عقود تلزم بإجراء معاملة ذهبية بسعر محدد في تاريخ مستقبلي. تُتداول هذه العقود في البورصات وهي أكثر سيولة من الذهب الفعلي. يتم تسوية العقود في تاريخ انتهاء صلاحيتها أو قبله، إما نقدًا أو عن طريق التسليم. التسوية النقدية تنطوي على دفع ربح أو خسارة العقد نقدًا. أما التسليم فيعني أن البائع يرسل الذهب الفعلي إلى المشتري بالسعر المتفق عليه.
في الختام، من المتوقع أن يستمر سعر الذهب في التذبذب في المدى القصير، متأثرًا بتطورات محادثات السلام في أوكرانيا والبيانات الاقتصادية القادمة. يجب على المستثمرين مراقبة هذه العوامل عن كثب لتقييم المخاطر والفرص المحتملة في سوق الذهب. من المهم أيضًا متابعة أداء الشركات الرائدة في صناعة الذهب، حيث يمكن أن يوفر ذلك رؤى قيمة حول اتجاهات السوق المستقبلية.






