تعتزم سريلانكا إنشاء صندوق مالي لإعادة الإعمار لمعالجة الأضرار الهائلة التي خلفها الإعصار “ديتواه”، في ظل أسوأ كارثة طبيعية تشهدها البلاد منذ عقود. يأتي هذا الإعلان في وقت حرج تسعى فيه سريلانكا للتعافي من أزمة ديون حادة، وتواجه تحديات جديدة تهدد مسار النمو الاقتصادي. وقد وصف الرئيس أنورا كومارا ديساناياكي الوضع بأنه “أكبر وأعقد كارثة طبيعية” في تاريخ سريلانكا.

ضرب الإعصار “ديتواه” سريلانكا مسبباً فيضانات وانهيارات أرضية واسعة النطاق، مما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية. ووفقًا لآخر الإحصائيات، تجاوز عدد القتلى 330 شخصًا، ولا يزال هناك العشرات في عداد المفقودين. تأتي هذه الكارثة بينما كانت سريلانكا تشهد تعافيًا اقتصاديًا أسرع من المتوقع بعد فترة عصيبة.

الآثار المدمرة للإعصار “ديتواه” في سريلانكا

الأحوال الجوية السيئة، التي أدت إلى الإعصار “ديتواه” وتسببت في الفيضانات والانهيارات الأرضية، أثرت بشكل كبير على أجزاء واسعة من آسيا، مع تضرر إندونيسيا وسريلانكا بشكل خاص. أدت هذه الأحداث إلى مقتل ما يقرب من ألف شخص في جميع أنحاء المنطقة، مما يسلط الضوء على هشاشة البنية التحتية والقدرة على الاستجابة للكوارث في العديد من الدول النامية.

الرئيس ديساناياكي أكد أن عمليات الإنقاذ والإغاثة الجارية تعد الأصعب في تاريخ البلاد. وأضاف في خطابه المتلفز أن الحكومة تعمل بشكل وثيق مع مختلف الوكالات والشركات، بما في ذلك مجلس الكهرباء السيلاني وهيئة إمدادات المياه والصرف الصحي، لتسريع وتيرة إعادة التأهيل. الجهد الرامي لإعادة بناء سريلانكا بعد الإعصار سيكون ضخمًا.

تأثير الكارثة على القطاعات المختلفة

الأضرار الناجمة عن الإعصار “ديتواه” لم تقتصر على قطاع واحد، بل طالت جميع جوانب الحياة في سريلانكا. تضرر العمال المستقلون والصناعيون والمزارعون ومربي الماشية على حد سواء، مما يشكل تهديدًا للأمن الغذائي ومصادر الرزق. بالإضافة إلى ذلك، أدى تدمير البنية التحتية الحيوية، مثل الطرق والجسور والشبكات الكهربائية، إلى تعطيل حركة التجارة والنقل.

تأتي هذه الكارثة في وقت كانت فيه سريلانكا على وشك الحصول على شريحة بقيمة 347 مليون دولار من صندوق النقد الدولي في منتصف ديسمبر. يهدف هذا القرض إلى دعم جهود الإصلاح الاقتصادي في البلاد وتحقيق الاستقرار المالي. ورغم ذلك، فإن حجم الدمار الهائل قد يعيق تنفيذ هذه الإصلاحات ويؤخر تحقيق الأهداف المنشودة.

الاستجابة الدولية وصندوق إعادة الإعمار

تسعى الحكومة السريلانكية إلى الحصول على مساعدة دولية عاجلة لمواجهة تداعيات الإعصار “ديتواه”. وأعلن الرئيس ديساناياكي أن البلاد تعمل بشكل وثيق مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية لتأمين الدعم اللازم لإعادة الإعمار. تتضمن هذه الجهود التواصل مع صندوق النقد الدولي لتقييم الأثر المحتمل للكارثة على برنامج القرض الحالي.

سيتم الإشراف على صندوق إعادة الإعمار المخصص لمعالجة الأضرار التي خلفها الإعصار من قبل ممثلين عن القطاع الخاص ووزارتي الخارجية والمالية والأمانة الرئاسية. لم يتم الإعلان عن القيمة الإجمالية للصندوق حتى الآن، ولكن من المتوقع أن تكون كبيرة نظرًا لحجم الدمار. ويعتبر إنشاء هذا الصندوق خطوة مهمة نحو ضمان وصول المساعدات إلى المتضررين بشكل فعال وشفاف. هذا الصندوق سيكون أساسيًا في جهود إعادة الإعمار.

يركز التعافي على توفير المأوى والغذاء والمياه النظيفة للمتضررين. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة ماسة لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة، بما في ذلك الطرق والمدارس والمستشفيات. تحديات كبيرة تواجه سريلانكا، ولكن من خلال التعاون والتنسيق، يمكن للبلاد التغلب على هذه الكارثة والبدء في عملية إعادة التأهيل.

من المتوقع أن يقدم صندوق النقد الدولي تقييمًا رسميًا لتأثير الإعصار على الاقتصاد السريلانكي في الأسابيع القادمة، مما قد يؤثر على جدول سداد القرض. تجدر المتابعة لخطوات الحوكمة لصندوق إعادة الإعمار، وبروتوكولات الإنفاق. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري مراقبة تطورات الطقس في المنطقة، حيث أن هناك احتمالية لحدوث المزيد من الأحداث المناخية المتطرفة في المستقبل القريب.

شاركها.