تحولت الشركة “السعودية للصناعات الأساسية” (سابك)، أكبر شركة بتروكيماويات في السعودية، إلى الربحية على أساس فصلي بعد أن تكبدت خسائر على مدى 3 فصول متتالية، لكن صافي ربحها البالغ 440 مليون ريال في الربع الثالث، جاء دون التوقعات البالغة 729.3 مليون ريال بحسب “بلومبرغ” في ظل استمرار الضغوط على هوامش الربحية. 

تكبدت “سابك” خسائر فصلية حتى الربع الثاني من العام الجاري، وسط تراجع أوسع في القطاع، وانخفض سعر سهمها قرابة 9% منذ بداية العام. وتعمل الشركة، المملوكة بغالبيتها لعملاقة النفط “أرامكو السعودية”، على هيكلة محفظة أعمالها ومراجعة الأصول غير الأساسية.

على أساس سنوي، انخفضت أرباح الشركة 56% خلال الشهور الثلاثة المنتهية في سبتمبر نتيجة تقلص هوامش الربحية، وتراجع الإيرادات التشغيلية الأخرى، وارتفاع مصاريف الزكاة والضريبة. بينما انخفضت الإيرادات بوتيرة أقل بكثير بلغت 7% على أساس سنوي إلى 34.33 مليار ريال، متأثرة بشكل أساسي بانخفاض أسعار البيع والكميات المبيعة. 

تشير توقعات بيوت الخبرة إلى انخفاض أرباح شركات البتروكيماويات في الربع الثالث بنحو 29% نتيجة تراجع الطلب العالمي، خاصة من الصين، مع زيادة المعروض وضغوط أسعار اللقيم بحسب عبدربه زيدان، رئيس الأبحاث والدراسات في بوابة أرقام المالية، الذي أوضح في مقابلة سابقة مع “الشرق” في أكتوبر الماضي أن التوقعات تتوافق مع واقع السوق، إذ تؤثر الأسعار الضعيفة سلباً على هوامش الربح. 

الفقيه: فائض الطاقة الإنتاجية ما زال يضغط على الربح

 وتعليقاً على النتائج، قال عبدالرحمن الفقيه الرئيس التنفيذي لشركة سابك “شهد الربع الثالث 2025 تحسناً معتدلاً في مشهد الاقتصاد العالمي ومع ذلك استمر فائض الطاقة الإنتاجية في صناعة البتروكيماويات في الضغط على هوامش الربح وخفض معدلات التشغيل.. شهد هذا الربع أيضاً تقديم 91 منتجاً جديداً لتلبية احتياجات الزبائن في مختلف الأسواق العالمية”. 

وأضاف أن الشركة تواصل التقدم في تنفيذ مشاريع النمو الاستراتيجي الرئيسية، حيث اكتملت الأعمال الميكانيكية لمشروع “ميثيل ثالثي بيوتيل الإيثر” في شركة (بتروكيميا) بالسعودية و بدأ التشغيل قبل الموعد المحدد”. أما في الصين، فقد تقدم “مجمع سابك فوجيان” إلى نسبة 87% في أعمال الهندسة والبناء والمشتريات. 

سابك..نظرة متفائلة بشأن المستقبل 

على المدى الطويل، أكد الفقيه ثقته في قدرة سابك على تجاوز تقلبات السوق وتعزيز القيمة المقدمة لمساهميها على المدى الطويل. 

فيما يخص الأداء المستقبلي، أبدت سابك نظرة متفائلة، إذ “تتوقع استقرار الطلب خلال فترة الربع الرابع 2025 مقارنة بالربع السابق لكافة الصناعات النهائية وهي التعبئة والتغليف والبناء والتشييد و الزراعة و السلع الاستهلاكية والنقل و حلول القطاع الصناعي والسيارات و الإلكترونيات والكهربائيات والعناية الشخصية والرعاية الصحية”. 

وعلى صعيد الاستثمارات الرأسمالية، تقول سابك إنها تواصل إدارتها بانضباط، وتتوقع حالياً نطاق إنفاق يتراوح بين 3 مليارات و3.5 مليار دولار لعام 2025. 

شاركها.