أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت رغبته في إنهاء الحرب مع روسيا في 2025 “بالوسائل الدبلوماسية”، معربا عن أمله في مساعدة الإدارة الأميركية الجديدة، بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، للتسريع بذلك، في وقت تعكف فيه مصانع روسية على إنتاج أسلحة فتاكة جديدة لمهاجمة أوكرانيا.

وقال زيلينسكي لإذاعة أوكرانيا “من جانبنا، يجب أن نبذل قصارى جهدنا لضمان انتهاء هذه الحرب العام المقبل. علينا أن ننهيها بالوسائل الدبلوماسية. وأعتقد أن هذا مهم جدا”.

وأضاف أنه يتوقع أن تساعد الإدارة الأميركية الجديدة، بقيادة دونالد ترامب، في إنهاء الحرب ـ التي التي تقترب من يومها الألف ـ بسرعة، دون أن يقدم تفاصيل.

وقال زيلينسكي “من المؤكد أن الحرب ستنتهي بشكل أسرع مع سياسات الفريق الذي سيدير البيت الأبيض.. هذا هو نهجهم، ووعدهم لمجتمعهم”، مضيفا “الحرب ستنتهي، لكننا لا نعرف متى بالضبط”.

وأكد أنه أجرى “تفاعلا بناء” مع دونالد ترامب خلال محادثتهما الهاتفية بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، لافتا إلى أن ترامب “سمع الأسس التي تعتمد عليها كييف”، فيما لم يسمع أي شيء يتعارض مع موقف كييف.

وكان ترامب، الذي سيتولى المنصب في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، قد قال إنه سيسعى لاتفاق سريع بين كييف وموسكو لإنهاء الحرب، لكنه لم يحدد أي شروط، بما في ذلك ما سيحدث، على سبيل المثال، بالنسبة للأراضي الأوكرانية، التي تحتلها القوات الروسية، منذ عام 2022.

ويطالب زيلينسكي بأن يتضمن أي اتفاق سلام انسحاب روسيا من كامل الأراضي الأوكرانية، وهو ما يرفضه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما يخشى الرئيس الأوكراني أن يضعف الدعم الأميركي لبلاده فيما تواجه قواتها صعوبات على الجبهة، أو أن يفرض عليها اتفاق يتضمن التنازل عن مناطق لروسيا.

وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا (يسار) لدى وصوله إلى كييف قادما من بولندا بالقطار (الأوروبية)

تحرك ياباني

في غضون ذلك وصل وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا إلى كييف اليوم السبت في زيارة لم يعلن عنها من قبل، لمناقشة التحالف العسكري المتعمق لكوريا الشمالية مع روسيا، بما في ذلك نشر الآلاف من القوات لدعم حرب موسكو في أوكرانيا.

وبعد وصول أوكرانيا بالقطار الذي استقله من بولندا، سوف يلتقي إيوايا نظيره الأوكراني أندريه سيبيها اليوم، ومن المحتمل إجراء محادثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في وقت لاحق اليوم، بحسب مسؤول بوزارة الخارجية اليابانية.

وقالت الوزارة إن “القلق الشديد” لدى طوكيو بشأن التعاون العسكري المتزايد بين كوريا الشمالية وروسيا على رأس جدول الأعمال.

وفقًا لتقييمات الاستخبارات الأميركية والكورية الجنوبية والأوكرانية، تم إرسال ما يصل إلى 12 ألف جندي كوري شمالي إلى روسيا كجزء من معاهدة دفاعية رئيسية بين الدول.

وتدعم اليابان إلى جانب الولايات المتحدة وأعضاء آخرين بمجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى، أوكرانيا بينما يفرضون عقوبات اقتصادية على روسيا منذ الحرب التي بدأت في فبراير/شباط 2022.

جنود أوكرانيون يشاركون في تدريبات في ميدان رماية في منطقة خاركوف، شمال شرق أوكرانيا (الأوروبية ـ أرشيف)

هجمات روسية

وتأتي زيارة إيوايا بعد تعرض العاصمة الأوكرانية لهجوم شنته طائرات مسيرة روسية، مما أدى إلى إتلاف المباني السكنية والبنية التحتية في منطقة أوبولون في كييف. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

وقال رئيس الإدارة العسكرية في كييف، سيرهي بوبكو، إن الدفاعات الجوية الأوكرانية حيدت ما يصل إلى 12 طائرة بدون طيار. أفادت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا هاجمت أوكرانيا بـ83 طائرة بدون طيار من طراز شاهد في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت.

وأضافت أن 55 من هذه الطائرات أسقطت، بينما انحرفت 30 طائرة أخرى عن مسارها أو فقدت بعد التشويش الإلكتروني.

من جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمرت 35 طائرة مسيرة أوكرانية، بما في ذلك 20 فوق منطقة كورسك الغربية و11 فوق منطقة بريانسك.

الهدف الزائف

على صعيد متصل ذكر تقرير لوكالة أسوشيتد برس اليوم أن مصنعا عالي التقنية، بوسط روسيا تمكن من تصنيع قوة فتاكة جديدة لمهاجمة أوكرانيا تتألف من عدد صغير من الطائرات المسيرة الحرارية شديدة التدمير، محاطة بأسراب ضخمة من “الفخاخ الرغوية”.

ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع على الإنتاج الروسي وخبير إلكترونيات أوكراني قولهما إن الخطة التي أطلقت عليها روسيا اسم “عملية الهدف الزائف تهدف إلى إجبار أوكرانيا على إنفاق الموارد الشحيحة لإنقاذ الأرواح والحفاظ على البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك استخدام ذخائر الدفاع الجوي، باهظة الثمن” .

وأضافا “أن الرادارات و القناصين وحتى خبراء الإلكترونيات لا يستطيعون تحديد الطائرات المسيرة القاتلة في السماء”.

وتشكل الفخاخ غير المسلحة الآن أكثر من نصف الطائرات المسيرة، التي تستهدف أوكرانيا وما يصل إلى 75% من الطائرات المسيرة الجديدة، التي تخرج من المصنع في منطقة “ألابوغا” الاقتصادية الخاصة الروسية، حسب المصدر المطلع على الإنتاج الروسي.

و أضاف “أن نفس المصنع ينتج نسخة قاتلة بشكل خاص من طائرات شاهد المسيرة المسلحة برؤوس حربية حرارية” مشيرا إلى أن “عددا صغيرا من الطائرات المسيرة الشديدة التدمير محاطة بأسراب ضخمة من الطعوم الرغوية الرخيصة”.

شاركها.